الانتماء بين الدفء والضغط: رحلة الشباب في البحث عن التوازن

الانتماء بين الدفء والضغط: رحلة الشباب في البحث عن التوازن

 

 

 

الانتماء: وعد الدفء وتحدي الضغط.

 

الانتماء شعور يشبه العناق، يمنحك الدفء والأمان، لكنه قد يتحول إلى “طنجرة ضغط” حين تأتي العلاقات محملة بالتوقعات والأحكام. هنا يبدأ التساؤل: هل هذه الروابط سند أم عبء؟

 

ضغط القرب

في المجتمعات الوثيقة، الدعم موجود، لكن الضغط ليس ببعيد. عندما تختلف عن “القالب” المقبول أو تظهر بطبيعتك، قد تجد نفسك على هامش العلاقة حتى لو كنت في مركزها. تنهال الرسائل غير المباشرة: “لا تفعل هذا”، “لا تكن هكذا”، فيدفعك ذلك أحيانًا للصمت أو لتقليص هويتك لتفادي الصدام. هنا تبدأ الذات تتلاشى تحت وطأة السعي للقبول.

 

التفاوض من أجل الانتماء!

 

الخوف من الوحدة أو النبذة قد يجعل العلاقات مشروطة ومتوترة. لكن، بحسب تجارب ميدانية في المغرب، وجد الشباب توازنًا من خلال استراتيجيات ذكية. بعضهم حافظ على قربه من العائلة مع الاحتفاظ بمساحات خاصة، بينما اتجه آخرون لمجتمعات رقمية أو دوائر خارجية تقبل تنوعهم وتعطيهم مساحة للتعبير دون ضغوط.

 

كيف تجمع بين الذات والجماعة؟

– راجع علاقاتك: هل يتقبلونك كما أنت أم يحاولون صياغتك على هواهم؟

– شارك بحذر: ليس كل علاقة تحتاج إلى كل تفاصيلك. اختر ما تشاركه بعناية.

– ابحث عن متنفس: المجتمعات الرقمية قد لا تحل محل العائلة، لكنها تمنحك مساحة للتعبير الحر.

– ضع حدودًا بهدوء: ليس كل رفض يحتاج مواجهة؛ أحيانًا الصمت أبلغ رد.

 

الوجه الآخر للضغط..:

الروابط القوية قد تبدو مقيدة، لكنها تحمل في طياتها قيمة لا تُعوض: الدعم العاطفي والمسؤولية المشتركة. المجتمع لا يراقبك فقط ليحدك، بل ليذكرك أحيانًا بقيمتك عندما تتوه عنها.

 

منظور أوسع :

الانتماء الحقيقي لا يطالبك بالتضحية بهويتك. يمكنك الحفاظ على روابطك دون أن تفقد ذاتك. “الانتماء التفاوضي” ليس تنازلاً، بل مهارة تمكنك من البقاء جزءًا من الدائرة مع حماية جوهرك.

 

نصيحة : من يُقدّر حضورك الحقيقي لن يُلزمك بفتح كل خزائن أسرارك.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .