التساقطات المطرية الأخيرة تساهم في إنعاش سدود المغرب وسط أزمة الجفاف المستمرة
حسب آخر المعطيات الرسمية التي نشرتها وزارة التجهيز والماء، بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود في المغرب 37% حتى اليوم الأحد 23 مارس 2025. ورغم التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها البلاد في الآونة الأخيرة، إلا أن سنوات الجفاف المتتالية تركت آثارًا بالغة على الفرشات المائية، مما أسفر عن ندرة في المياه. حتى جاءت الأمطار الأخيرة لتنعش بعض المناطق، حيث تمكنت من تحقيق نسب ملء مقبولة، بينما تواصل مناطق أخرى معاناتها من شح مائي مقلق.
وفيما يتعلق بتوزيع نسب الملء بين الأحواض المائية، سجل حوض سبو 6,230 مليون متر مكعب، بينما بلغ حوض اللكوس نسبة 60.32%، وأبي رقراق 58.33%، وتانسيفت 54.65%. في المقابل سجل حوض ملوية نسبة 41.59%، وحوض كير-زيز-غريس 53.15%، بينما استمر حوض درعة واد نون عند 30.98%، وحوض سوس ماسة عند 22.33%. أما حوض أم الربيع، فقد سجل نسبة منخفضة للغاية بلغت 10.14%.
تشير هذه الأرقام إلى تفاوت كبير بين الأحواض المائية في المغرب. فعلى الرغم من أن بعض المناطق مثل اللكوس وأبي رقراق وتانسيفت، حققت نسب ملء جيدة تجاوزت 50%، إلا أن مناطق أخرى، مثل سوس ماسة وأم الربيع، تواجه تحديات خطيرة في توفير المياه. وهو ما يثير مخاوف من تفاقم الأزمة المائية في المستقبل.
وتكشف هذه الأرقام عن حجم التحديات التي يواجهها المغرب في تدبير موارده المائية، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استدامة هذه الموارد. في هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة لتأمين مصادر مائية بديلة، مثل تحلية المياه وإعادة تدوير المياه العادمة، لضمان الأمن المائي وضمان التوزيع العادل للمياه في مختلف مناطق البلاد.
وفي سياق متصل، تتجه الآمال إلى استمرار التساقطات المطرية في المستقبل، لتجاوز هذه التحديات وضمان استدامة الثروة المائية، ولكن لابد من نهج استراتيجيات طويلة الأمد تركز على تنويع مصادر المياه وتحسين كفاءة استخدامها.
Comments ( 0 )