الحرب على غزة تبطل مفهوم “الهسبارا” الإسرائيلي و أحادية المنظور الإعلاني الغربي
اتضح منذ بداية حرب المحتل الإسرائيلي في السابع أكتوبر، ان هناك الكثير من مقاطع الفيديو توثق من داخل ساحة المعركة المحيطة بغزة.
أظهرت الفيديوهات المتداولة دبابات إسرائيلية تتعرض للقصف بالصواريخ، لكن توثيق هذه الخسائر لم تكن هي التي صدمت الجمهور الإسرائيلي، بقدر انتشار خسائر الجيش على
شاشات هواتف الشباب المرتعد تحت رشقات إطلاق الصواريخ من طرف حماس و حركة الجهاد.
واقع لم تستطع معه الآلة الإعلامية الغربية طمأنت الجمهور المحتل و سكان المستوطنات بعد انتشار الرسائل الفورية داخل إسرائيل و هي توثق لصور الأسرى الذين تم جرهم إلى غزة، مع مقاطع الجرحى والقتلى في صفوف الجيش المحتل.
صور كانت صادمة داخل إسرائيل التي تنهج سياسة مشاهد قوة الجيش، أمام واقع يصوِر لمن يرون المحتجزين لدى حماس في تلك اللحظات .
صدمة إسرائيل
أصبح الإعلام الإسرائيلي اليوم يعيش على وقع تحديد الخسائر الغير معلنة من طرف قوات بلاده، بعد السبق الذي أحدثته وسائط التواصل الاجتماعي، كما أن الوسائل المتاحة للإعلام الإسرائيلي باتت على المحك ،بسبب التدافع الحاصل حاليا بحثًا عن كل قطعة من اللقطات التي توثق لقوة الكيان ، عدى الصور الملتقطة من الطائرات الحربية، مهما كانت مروعة، بحثًا عن علامات القوة وربما شيء عن مكان وجود جنودهم داخل غلاف غزة المحتمل. وبعد ذلك جاءت كلمة “الهسبارا” (المصطلح الإسرائيلي للدبلوماسية العامة) التي حاول مندوب إسرائيل أمس بالجمعية العامة للأمم المتحدة ،الاستناد به لكسب التعاطف الدولي ،لكنه فشل بدوره ،بعدما استطاع مندوب فلسطين رياض منصور كسب تعاطف الحضور المميز الذي صفق بحرارة بعد تساؤل منصور “لماذا يشعر البعض بألم كبير تجاه إسرائيل وقليل تجاه فلسطين.. أين تكمن المشكلة.. لون البشرة أم الديانة أم الأصل؟” .
فيما اختار المندوب الإسرائيلي إرفاق صخرة من الأراضي الفلسطينية لتحجج بها أمام أنظار الأمم المتحدة، مدعيا أن هذه الأحجار تسقط على رؤوسهم يومياً ،لكن الدعاية الاسرائلية هذه المرة لم تلقى الاهتمام المشترك ،بعد تغير المعطيات الإعلامية المتوفرة التي يحاول الغرب تمريرها لصالح إسرائيل.
من منظور أوسع
كشف صحفي اسرائيلي بعد عودته من رحلة صحفية في اوكرانيا، لجرنال إسرائيلي عن الدروس الرئيسية المستفادة من تلك الحرب. و هو متأكد من أنه لا يحتاج إلى أي محاضرات منه حول الاستخدام السليم للدبابات في حرب الأسلحة المشتركة، ان هناك شيء واحد يجب على إسرائيل أن تتعلمه ، هو قوة مقاطع الفيديو التي يتم إنتاجها في ساحة المعركة للتأثير على الرواية الدولية للحرب.
تعليقات ( 0 )