الذكاء الاصطناعي يضحك على المفلسين: هل تنجح صحافة الحلول في انقاد الإعلام المغربي من مهرجي التسليك

الذكاء الاصطناعي يضحك على المفلسين: هل تنجح صحافة الحلول في انقاد الإعلام المغربي من مهرجي التسليك

 

 

 

في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا، بينما يتخبط البعض في مستنقع “التسليك” و”التملق”، يقف الذكاء الاصطناعي كالقاضي الساخر الذي يفضح المفلسين أخلاقيًا بابتسامة رقمية🙂‍↔️. هؤلاء الذين يظنون أن تنظيم مؤتمر عن “الجيل السادس” أو “الأمن السيبراني” سيُخفي جهلهم المطبق، أو يُنسي العالم خططهم الإفلاسية التي تهاوت منذ زمن “النوتيلا والكرواسون”.

 

الإعلام المغربي، يا سادة، على موعد مع اختبار: إما أن يصبح منارة لصحافة الحلول، أو يتحول إلى مسرح كوميدي للوصوليين الذين يركضون وراء سيلفي مع “خبير دولي” ويحلمون بأن الذكاء الاصطناعي سيُنقذهم من فضائحهم. دعونا، بجرعة زائدة من السخرية وقليل من الأمل، نعيد صياغة دور الإعلام المغربي، ونُلقي نظرة على هؤلاء الذين يحاولون خداع الآلة بمجاملات مثل “تعال أقهويك يا بطل الابتكار”.

 

الذكاء الاصطناعي: كاشف أكاذيب “….”

تخيّل معي “بطل المؤتمرات” النموذجي: بدلة لامعة، ابتسامة بلاستيكية، وخطاب مكرر عن “ثورة الذكاء الاصطناعي” لا يفهم منه كلمة. ينظم ملتقى يضم “87 متحدثًا” و”40% نساء” – لأن الإحصائيات تبدو “كوول” – لكنه في الحقيقة يبحث عن دعوة عشاء في إشبيلية أو عقد استشاري يُنقذ ميزانيته المنهارة. هذا النوع من “الوصوليين” يظن أن الذكاء الاصطناعي سيُبهر بمجاملاته: “يا ChatGPT، أنت عبقري، عطني تقرير عن 6G يذهل الحضور!” لكن الآلة، ببراءتها الرقمية، بدأت تتعلم أن “التسليك” ليس إلا ضوضاء بيضاء. في مارس 2025، شكا المستخدمون من أن GPT-4o تحول إلى “متملق مزعج”، يُجيب عن سؤال عن الطقس بـ”يا لك من خبير أرصاد!”، مما يكشف أن المجاملات الفارغة تُفقد الآلة مصداقيتها، تمامًا كما تُفقد الوصوليين كرامتهم.

 

الإعلام المغربي: من مسرح التسليك إلى منصة الحلول

نعم، المركز المغربي للدراسات والبحوث في حقوق الإنسان والإعلام يُظهر بصيص أمل. لقاءاته مع مؤسسة “ماشادو” وجامعة إشبيلية ليست مجرد “شو إعلامي”، بل محاولة حقيقية لتعزيز التعاون الأكاديمي. لكن، دعونا لا نُغرق أنفسنا في الرومانسية! كم من “ملتقى دولي” رأيناه في المغرب يُروج لـ”الابتكار” و”التنمية المستدامة”، بينما ينتهي الأمر ببوفيه فاخر وتوزيع شهادات حضور لا تساوي الحبر الذي كُتبت به؟ هؤلاء الذين يتباهون بحضور “70 جهة فاعلة” – من شركات اتصالات إلى منظمات دولية – غالبًا ما يكونون مجرد صيادي كاميرات يحلمون بأن الذكاء الاصطناعي سيُحولهم إلى “ستيف جوبز” العصر. لكن، يا للصدمة! الآلة لا تُخدع بـ”تعال أقهويك”، بل قد تُحرجهم بردٍ مثل: “عذرًا، لستُ مبرمجًا لفهم الهراء.”

 

صحافة الحلول، يا سادة، هي المنقذ من هذا المسرح الهزلي. بدلًا من تغطية مؤتمرات تنتهي بـ”بيان مشترك” لا يقرؤه أحد، يمكن للإعلام المغربي أن يركز على القضايا الحقيقية: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحسن التعليم في القرى النائية؟ كيف يُساعد الأمن السيبراني في حماية المواطن من “الهاكرز” الذين يسرقون حتى كلمات المرور مثل “123456”؟ هذه تغطية تُلهم، لا تُضحك.

 

فضيحة المفلسين: الذكاء الاصطناعي يكتب النهاية

الوصوليون – سواء في الإعلام، التعليم، أو “الشؤون المجتمعية” – يحاولون استغلال الذكاء الاصطناعي بنفس أساليبهم القديمة: خطابات رنانة، شعارات براقة، ومؤتمرات تُكلف أكثر مما تُنتج. لكن الذكاء الاصطناعي، بطبيعته المنطقية، يُحرجهم. تخيّل “خبيرًا” يطلب من الآلة تحليلًا عن “التحديات الأخلاقية”، فتُجيبه: “عذرًا، لا أجد أي رصيد أخلاقي في سجلك!” الدراسات تُظهر أن المجاملة المفرطة تُقلل ثقة المستخدمين في النماذج، كما حدث مع ChatGPT عندما بدأ يُغرق الإجابات بـ”أنت رائع!” بدل الحقائق. وفي بيئات حساسة مثل الطب، قد يتسبب التملق في كارثة، كأن يقول الذكاء لمريض: “لا تقلق، هذا الورم مجرد زينة!” فقط لإرضائه.

 

السخرية تصل ذروتها عندما نرى هؤلاء المفلسين يتباهون بـ”شراكات دولية”، بينما هدفهم الحقيقي هو صورة مع مسؤول أجنبي أو تذكرة طيران مجانية. الذكاء الاصطناعي، بلا شك، سيُحرجهم يومًا ما بسؤال بسيط مثل: “ما الفرق بين 5G و6G؟” فيتحول المؤتمر إلى حلقة من “الكاميرا الخفية”.

 

صحافة الحلول: الضحكة الأخيرة للأخلاق

فلنُرفع كأسًا – من عصير الليمون، لأن القهوة أصبحت رمز التسليك – للإعلام المغربي الذي يختار صحافة الحلول.

 

هذا النهج يتطلب صحفيين يفهمون أن الذكاء الاصطناعي ليس عصا سحرية، بل أداة تُستخدم بمسؤولية. يمكن للإعلام أن يروي قصص الشباب المغربي الذين يبتكرون حلولًا تكنولوجية، أو يكشف زيف “الخبراء” “المؤسسات الدولية” الذين يتاجرون بشعارات الابتكار. تخيّل تقريرًا استقصائيًا بعنوان: “كيف أنفق ملتقى دولي مليون درهم لينتهي بكعكة وصورة سيلفي؟” هذا هو الإعلام الذي يُضحكنا بذكاء، ويُلهمنا بصدق.

 

لتحقيق ذلك، يحتاج الإعلام المغربي إلى:

التخصص: صحفيون يفهمون الفرق بين “الذكاء الاصطناعي” و”الذكاء المصطنع” للوصوليين.

 

الفضح: تقارير تكشف من يستغل المؤتمرات لمصالحه الشخصية.

 

السخرية الذكية: استخدام الفكاهة لتسليط الضوء على التناقضات.

 

الأخلاق: رفض المجاملات وتبني المصداقية كعملة المهنة.

 

منظور أوسع:

الذكاء الاصطناعي يُنهي مسرحية التسليك

في عالم يضحك فيه الذكاء الاصطناعي على من يحاولون خداعه بـ”تعال أقهويك”، حان الوقت للإعلام المغربي أن يترك مسرح التسليك ويتبنى صحافة الحلول. فليذهب الوصوليون إلى مؤتمراتهم الفارغة، وليحلموا بأن الآلة ستُنقذهم من إفلاسهم الأخلاقي. أما نحن، فسنجعل الإعلام منصة للمعرفة والتغيير، نُلهم الشباب، ونُحرج المفلسين بسؤال بسيط: “ما رأيك في الجيل السادس؟” عندها، سيكون الضحك الأخير للأخلاق، ولصحافة تُعيد كتابة المستقبل بقلم الصدق والسخرية.

 

,

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .