الكوبالت والمملكة المغربية والاحتياطيات الكبيرة المنجمية
تبرز جمهورية الكونغو الديمقراطية (RDC) عالميًا باعتبارها الرائدة بلا منازع في إنتاج الكوبالت، وهو معدن أساسي لصناعة بطاريات الليثيوم أيون. ومع وجود احتياطيات كبيرة تقدر بأكثر من 3.6 مليون طن، أي حوالي 70% من الاحتياطيات العالمية، تقع جمهورية الكونغو الديمقراطية في قلب صناعة الكوبالت العالمية. ويفسر هذا التفوق بوفرة مواردها المعدنية التي تجذب العديد من المستثمرين والشركات العالمية.
وفي منطقة المغرب العربي، يمكن للمغرب، المعروف بمناجم الفوسفاط، أن يضيف قريبا الكوبالت إلى صادراته التعدينية والمنجمية. وقد جذب منجم جبيل، الواقع في منطقة قلعة السراغنة، الاهتمام مؤخرًا لإمكاناتها في مجال الكوبالت. وفي الوقت الحالي، حيث تنتج الشركة النحاس بشكل رئيسي، لكن شركة خروبة لتعدين النحاس، التي تديرها الشركة الكندية، تخطط لتوسيع أنشطتها لتشمل الكوبالت. ولتحقيق هذه الغاية، تسعى الشركة بنشاط إلى البحث و جذب المستثمرين، وقد بدأت محادثات مع شركة كاننغهام للتعدين الأمريكية.
بدأت الشركة الكندية، التي تأسست في المغرب منذ سنة 2012، ركزت جهودها أولاً في استخراج النحاس في جبيل، مع استكشاف إمكانات مختلف المعادن الأخرى في المنطقة، بما في ذلك الباريت في زاكورة. في سنة 2018، شكلت الخروبة نقطة تحول استراتيجية من خلال التعبير عن نيتها في استغلال هذه الرواسب الجديدة، بالإضافة إلى تعزيز عملياتها الحالية في استخرج النحاس القائمة.
استثمرت شركة الخروبة لتعدين النحاس أكثر من 30 مليون دولار في مشاريعها بالمملكة المغربية، بما في ذلك استكشاف وتطوير البنية التحتية التعدينية. وتمتلك الشركة الآن خمسة أعمدة تعدين ومصنع لمعالجة الخام قادر على معالجة 400 طن يوميًا، مما يعزز بصمتها الصناعية في المنطقة.
إن تمركز البنية التحتية الموجودة بالفعل، إلى جانب التقدم التقني واللوجستي للشركة، يضع خروبة في موقع مثالي للبدء في استخراج ومعالجة الكوبالت في جبيل. يمكن أن تزيد هذه التطورات بشكل كبير من إنتاج الكوبالت في المملكة المغربية، الذي يطمح إلى الانضمام إلى قائمة أكبر 10 منتجين عالميًا.
ويعد المغرب في الوقت الحالي ثاني منتج إفريقي للكوبالت بإنتاج سنوي يبلغ 2400 طن. وعلى الرغم من أنه يبتعد بعيدًا عن جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلا أن للمملكة المغربية تتمتع أيضًا بحضور ملحوظ في تكرير الكوبالت، حيث يمثل 1٪ من الإنتاج العالمي، وفقًا لتقرير معهد الكوبالت لسنة 2022. ومن الممكن أن تعيد هذه الطموحات المغربية تحديد دورها على الساحة التعدينية العالمية، خاصة في مواجهة هيمنة الصين، التي تسيطر على 76% من الإنتاج العالمي من الكوبالت المكرر.
Comments ( 0 )