انتقال عدوى الاحتفال بالطلاق بين الفنانات

انتقال عدوى الاحتفال بالطلاق بين الفنانات

 

 

 

 

في السنوات الأخيرة، التي تشهد تغيرات قيمية يمكن وصفها بالجذرية، تختفي فيها قيم مقابل ظهور قيم مكتسبة تحتل مساحة أكبر في الوعي الجماعي للمجتمعات الصاعدة، شهدنا تغييرًا كبيرًا في كيفية التعامل مع الطلاق في مجتمعاتنا، وخاصة في عالم الفن والترفيه.

 

ما كان يُعتبر ذات يوم أزمة شخصية أو فشلاً في الزواج، أصبح الآن يُحتفل به على أنه بداية جديدة وفرصة للتجديد الشخصي، كشهادة علمية تفتح آفاق أرحب.

 

هذا التحول في المنظور يبرز بوضوح في سلوك الفنانات – الشابات – منهم اللواتي بدأن يشاركن تجاربهن الخاصة بالطلاق بطريقة مفتوحة ومبهجة، ليس احتفالاً بالخصوبة و لا احتفالا بالتماسك الأسري المجتمعي ،بقدر ما يمكن وصفه ببداية جديدة في معركة تحقيق الذات و إبراز للمؤهلات الشخصية الظاهرة.

 

هذا التحول في المنظور الاجتماعي البارز الذي ظهر بين فنانات هوليود و انتقلت عدواه إلى فنانات العرب مؤخرا، يعكس تغييرًا في النظرة “الفنية” الاجتماعية إلى الطلاق. في الماضي، كان الطلاق محاطًا بالعار والخجل، لكن اليوم، هناك توجه نحو التقدير للقوة التي تبذلها الفردة في اتخاذ قرار انتهاء الزواج. الفنانات يلعبن دورًا رئيسيًا في هذا التحول، حيث يشاركن تجاربهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، البرامج التلفزيونية، وحتى في أعمالهن الفنية، مما يُحوّل الطلاق من كونه نهاية إلى بداية جديدة مليئة بالفرص والبريق.

 

غرارين “عويشة” ها “”عويشة” طلّقات…هكذا يقول المثل المغربي الساخر.

 

الاحتفال بالاستقلال:

 

من بين الفنانات اللواتي تحتفلن بطلاقهن، نجد من ينظم حفلات توديع للزواج، أو يقوم برحلات تجديد ذاتي، أو حتى يطلقن مشاريع فنية جديدة تعكس هذه التجربة. هذا النوع من الاحتفال يبرز الاستقلال الشخصي والقوة في اتخاذ القرارات المستقلة، مما يلهم الكثير من المتابعين المنتظرين للذي يأتي أو لا يأتي، ليبحثوا عن سعادتهم الشخصية بعيدًا عن مفاهيم الزواج التقليدية.

 

التأثير على الجمهور:

لا دراسة حتى الآن ترصد هذا التوجه، لكن يمكن القول إن هذه الظاهرة تؤثر على التجارب الشخصية المشاركة بشكل ملحوظ عند الجمهور، خاصة الشباب والنساء. يمكن أن تشجع هذه القصص على التفكير بجدية في ما إذا كان الزواج هو البديل الوحيد للحياة الشخصية المستقرة، و ابراز أهمية الاستقلال والتطور الشخصي. كما أنها تدعم الذين يعانون من الطلاق ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم وأن البداية من جديد هي خيار رائع مع توفر الموارد.

 

التحديات والانتقادات:

مع ذلك، لا يخلو هذا الاحتفال من تحديات وانتقادات. يرى بعضهم أن هذا النوع من الاحتفال قد يقلل من أهمية الزواج أو يجعل الطلاق يبدو خيارا مقبول، مما قد يؤدي إلى تقليل قيمة التزامات العلاقات الطويلة الأمد لصالح العلاقات العابرة. هناك أيضًا مخاوف تتعلق بالتأثير على الأطفال إذا كانوا من الزواج المنتهي صلاحيته.

 

منظور أوسع:

انتقال عدوى الاحتفال بالطلاق،-على الاقل كما يبدوا ظاهريا- لدى الفنانات يعكس تغييرًا ثقافيًا واجتماعيًا عميقًا. نفسيا فهو يحول الطلاق من كونه نهاية محزنة إلى فرصة للتجديد والتطور الشخصي في مواجهة معركة تحقيق الذات. بينما يمكن أن يكون ملهمًا للكثيرين، يجب ألا ننسى التحديات والانتقادات التي ترافق هذا التحول، وأن نبقي في اعتبارنا كل جوانب التأثير على الأفراد والمجتمع.

نتمنى أن ينعم الجميع بالراحة و كما يقول المثل : ‘رتاح على الجنب الي يريحك”.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .