تقنيات لمنع التصعيد وتجنب الصراعات
من المفارقات، أننا نستعين بالحوار كوسيلة للتواصل، لكنه قد يصبح أرضية صلبة لنمو النفور وخلق العداوات؛ حاول أن تستعرض ولو بشكل موجز أغلب الحوارات التي خضتها، في السياسة، والرياضة والعمل والدين، ستجد عددًا لا بأس منها، خرج الطرفان منه غاضبين.
نظرا لأهمية الحوارات و النقاشات في حياتنا، هذه بعض النصائح، التي تساعدك على خوض نقاش بناء مع الآخرين:
الشعور بالتهميش: أظهرت الدراسات بأن المحاور يشعر بأنه غير مسموع حين يختلف معه الطرف الآخر! يعني بأنك مستمع رائع ما دمت تومئ برأسك، وعدو محتمل حين تفكر بالمعارضة. ولتتجاوز هذه العقبة في حوارك القادم، حاول أن تشعر محاورك بأهمية، حتى يسهل عليه تقبل آرائك.
الشعور بالإكراه: معظم الناس، يدخلون الحوارات بنية إقناع الطرف المقابل، فآراؤهم محددة سلفًا، والهدف لا يتجاوز التبشير بها! ولتجاوز هذه العقبة ابدأ بنفسك، واحرص أن تترك مجالًا للطرف الآخر ليوضع أفكاره على الطاولة مثلك تمامًا، وجرب الاستماع إليها ومساءلتها قبل إصدار الحكم النهائي عليها. فهناك دراسة أجريت عام 2022 أشارت بأن المحاورين تهدأ نفوسهم حين يشعرون بأن الطرف المقابل آتٍ ليستفيد منهم.
توسيع المدارك: من المهم، قبل خوض النقاش، التساؤل عن هدف الحوار، هل هو لإيجاد علاج مشكلة؟ تحليل لموقف؟ لكن أيا كان الهدف، ليس شرطا أن يخرج المتحاورون من النقاش بآراء متفق عليها، لأن مهمة الحوار هو توسيع المدارك و ليس تكسير المجادف.
منظور أوسع
خوض حوار بناء هي مهارة، وإتقان المهارات يحتاج إلى تدريب ووقت، لكنها مهارة تبقى مهمة على الصعيد الشخصي والمهني.
ليس من الصعب أن تشرح للناس مفهوماً من المفاهيم أو تصوراً من التصورات ويفهموك، مقتنعين أو غير مقتنعين، لا فرق.
لأن ذلك كما يقول المفكر المغربي عابد الجابري : أن الاقتناع فرع من الإيمان وليس من الفهم. نحن نؤمن بأشياء كثيرة ونقتنع بصوابها أو صلاحيتها من غير أن يكون للعقل والتفكير دور في ذلك .
Comments ( 0 )