جدل حاد بين الصحفي مهدي حسن ونائب الرئيس الأمريكي حول حرية التعبير
اشتد سجال حاد بين الصحفي الأمريكي_البريطاني مهدي حسن ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس على منصة X (تويتر سابقًا)، حيث تبادلا الانتقادات اللاذعة بشأن مفهوم حرية التعبير في الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة أثارت تفاعلًا واسعًا.
بدأ الجدال عندما وجه الصحفي مهدي حسن سؤالًا مباشرًا إلى فانس عبر منشور له على منصة X، قال فيه: “أعلم أنك مشغول بإلقاء المحاضرات على الأوروبيين حول حرية التعبير، لكن هل رأيت هذا؟”، حيث أرفق المنشور بخبر عن منع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية من حضور فعاليات في البيت الأبيض بعد رفضها الإشارة إلى خليج المكسيك باسم “خليج أمريكا”.
لم يتأخر نائب الرئيس الأمريكي في الرد، حيث جاء رده حادًا وساخرًا في آن واحد عبر تدوينته على منصة X: “نعم يا غبي، أعتقد أن هناك فارقًا بين عدم منح المراسل مقعدًا في غرفة مؤتمرات الصحافة بالبيت الأبيض وسجن الأشخاص بسبب آرائهم المعارضة، الأخير يشكل تهديدًا لحرية التعبير، أما الأول فلا.”
لم يتجاهل الصحفي البريطاني_الأمريكي هذا الرد. بل صعد المواجهة وكتب: “شكرًا سيادة النائب على تخصيص وقت من جدولك المزدحم لانتقادي، لكن رئيسك إيلون ماسك دعا للتو إلى عقوبة سجن طويلة لصحفيي شبكة CBS، بسبب تعديلات لم تعجبه. ألم تتلقَ المذكرة؟ هل تتفق مع السيد ماسك بشأن حبس الصحفيين التلفزيونيين الأمريكيين؟”
وأضاف مهدي حسن: “وصفني فانس بالغبي لأنني أشرت إلى نفاق إدارته فيما يتعلق بحرية التعبير، أعتقد أن الحقيقة مؤلمة.”
في تصعيد جديد للجدل، أعاد مهدي حسن نشر تغريدة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، التي طالب فيها بسجن بعض الصحفيين، حيث قال ماسك في منشوره على X: “برنامج 60 دقيقة هو أكبر الكاذبين في العالم، لقد تورطوا في خداع متعمد للتدخل في الانتخابات الأخيرة يستحقون عقوبة بالسجن.”
مع احتدام المواجهة، وجه مهدي حسن دعوة صريحة لنائب الرئيس الأمريكي من أجل إجراء مقابلة تلفزيونية معه، إذ دون على منصة X: “دعوة مفتوحة لنائب الرئيس ليظهر في برنامجي ويجري مقابلة معي حول حالة حرية التعبير في الولايات المتحدة وأوروبا. لن يقبل بالطبع لأنه يتمتع بمساحة آمنة على قناة فوكس ولكنني أقدم هذا العرض على أي حال، باسم حرية التعبير والنقاش الحر.”
لعل أزمة حرية التعبير باتت تخيم على جميع دول العالم، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية التي لطالما قدمت نفسها كنموذج للصحافة المستقلة. إلا أن الأحداث الأخيرة كشفت عن تراجعها بشكل ملفت، وظهرت معالم الشراسة عندما تتعلق الحقيقة بسقوط الأقنعة، حيث تتحول المصالح إلى سلاح يحارب حرية التعبير ويتم طمس الأصوات المعارضة من قبل من يخشون كشف الواقع.
هذا السجال العلني على منصة X لم يكن مجرد خلاف شخصي، بل ألقى الضوء على ازدواجية المعايير في التعامل مع مفهوم حرية التعبير داخل الولايات المتحدة، خصوصًا مع تورط شخصيات نافذة مثل إيلون ماسك في الدعوة إلى معاقبة الصحفيين، وهو ما يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الصحافة واستقلاليتها في ظل صراع المصالح بين السياسيين ومالكي منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي. هل حرية التعبير في الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ مقدس؟ أم أنها مجرد أداة سياسية تستخدم عندما تخدم مصالح معينة؟
Comments ( 0 )