جاء في تقرير أعدته كاتي جيبونز لصحيفة “التايمز” البريطانية أنه بناء على توصية من مسؤولي الصحة، سيكون عقار “بالفورزيا” متاحا في هيئة الخدمات الصحية الوطنية لجميع المرضى المؤهلين الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاما بحلول منتصف العام القادم.ويعتبر هذا العقار العلاج الوقائي الأول لحساسية الفول السوداني الذي يتاح على نطاق واسع للأطفال في المملكة المتحدة، وهو يعمل عن طريق الزيادة التدريجية في قدرة الجسم على تحمل كميات صغيرة من الفول السوداني، ويساعد على الحد من شدة الحساسية.
حساسية الفول السوداني واحدة من الحساسيات الغذائية الأكثر شيوعا لدى الأطفال، وتشير التقديرات إلى أنها تؤثر على ما يصل إلى 2% من الأطفال في المملكة المتحدة.
وأظهرت التجارب السريرية أن “بالفورزيا” زادت نسبة المشاركين الذين يمكن أن يتحملوا ألف مليغرام من بروتين الفول السوداني، أي ما يعادل 3 حبات كاملة من الفول السوداني، بأكثر من 50%.
الإستراتيجية الوقائية
حتى الآن، الإستراتيجية الوقائية الرئيسية لحساسية الفول السوداني هي تجنبه بدقة والاستعداد للاستجابة لحالة الطوارئ، مع الإدارة الذاتية للأدرينالين في حالات رد فعل الحساسية الشديدة.
ويوصي المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية باستخدام بالفورزيا علاجا للأطفال الذين يعانون من حساسية الفول السوداني، وستنشر التوجيهات النهائية في فبراير/شباط المقبل، وسيكون متاحا في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا في غضون أشهر.يحتوي الدواء -الذي طورته “إيميون ثيرابيوتكس يو كي”- على كميات دقيقة ومتزايدة تدريجيا من بروتين الفول السوداني، وسيحتاج المرضى في البداية لإشراف في عيادة قادرة على علاج الحساسية المفرطة، ويؤخذ الدواء على شكل مسحوق يحتوي على فول سوداني، والأطفال الذين يستجيبون له بشكل جيد ستتم زيادة الجرعة لهم تدريجيا، ولكن يتعين عليهم مراجعة العيادة في كل مرة تتم زيادتها.
ومع ذلك، فإن “إيميون” لا تعد بعلاج، وقد تم تصميم بالفورزيا لإزالة حساسية الذين يعانون منها، بحيث إن تناولوا الفول السوداني عن طريق الخطأ فلن يقتلهم بعد الآن، ولكن لا يزال ينبغي تجنب تناوله.
ومن أجل الحفاظ على القدرة على التحمل المكتسبة من العلاج، فإن من المحتمل أن يحتاج الأطفال إلى أخذ “بالفورزيا” في مرحلة البلوغ المبكر أو تناول جرعة من الفول السوداني متحكم فيها بانتظام في نظامهم الغذائي، للحفاظ على القدرة على التحمل التي اكتسبوها. ومن غير المؤكد كم من الوقت سيحتاج المرضى إلى الدواء، ولكن من المرجح أن يحتاج القليل منهم إلى الاستمرار في تناوله لبقية حياتهم.
وقال الرئيس التنفيذي في المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية: “يمكن أن يكون للحساسية من الفول السوداني تأثير شديد على حياة الأطفال والشباب وأسرهم ومقدمي الرعاية، ويمكن أن تكون عواقب التعرض العرضي له وخيمة”.
تعليقات ( 0 )