آسفي المدهشة تنفرد بحلول بيئية
في مدينة أسفي، حاضرة المحيط التي كانت يومًا ما تتنفس بحرية وتفخر بمساحاتها الخضراء وشبابها الرياضي، ها هي اليوم تتحول إلى مسرح لسخرية سوداء لا تنتهي. آخر إبداعات مجلس المدينة يأتي في شكل كراسي عمومية مُطلاة بالجير بسرعة فائقة، كأنها لوحة فنية سريالية تُقدم لزوار الصيف! نعم، الجير الذي يترك بصماته الخالدة على مؤخرة كل من يجسر على الجلوس، يُعد دليلاً ساطعًا على عبقرية الحلول البيئية التي تبتكرها الجهات المسؤولة. ربما يهدف المجلس إلى قتل عصفورين بحجر واحد: التخلص من الحشرات والأفاعي، وفي الوقت نفسه تزيين المدينة بألوان بيضاء نقية تُذكّرنا بأيام البراءة… أو ربما بأيام الإهمال.
ولكن، دعونا ننظر إلى الصورة الكاملة. تلك “الحديقة” التي أصبحت اليوم أطلالًا، بعد أن أزيلت الكتبان التي كانت تدعم سور غابة المغيتين، ذلك الفضاء الذي كان ملاذ الشباب الرياضي. الآن، وبعد سقوط أحد المشجعين الذي لقي حتفه في حادثة مأساوية، أصبحت المنطقة شاهدة على تراجيديا متكررة. هل هي صدفة أن تُطلق المدينة كراسيها المُصبوغة كتعبير عن الحزن، أم أنها مجرد صرخة صامتة لأفلاس المجلس أمام تحديات مستقبل الصيف؟
اللافت أن اللوحات الفنية على الجدران، التي تبدو كأنها رسمت بعينين مغمضتين، تضيف لمسة من الفوضى إلى المنظر العام. فن المنظور؟ لا وجود له. الجمال؟ فقط في خيال من يريد رؤيته. أسفي، التي كانت تُنتظر كمنتجع للزوار، تتحول اليوم إلى لوحة مُمزقة بين المرارة والتهكم. ربما يجب على المجلس أن يعلن رسميًا: “مرحبًا بكم في أسفي، حيث الكراسي تُصبغ بالجير، والأحلام تُدفن تحت الغبار، وكل شيء ممكن… إذا تجاهلتم البقع البيضاء على ملابسكم!”
Comments ( 0 )