آسفي المُدهشة ..خيول تُضرِب عن الصَّهيل بعد قمع نخوتها.
أُنشأت محطات “الكوتشي” بأسفي بعد غياب لعقود خلت، لتكون دفعة لأسطول النقل الحضري في مواجهة زيادة الطلب على وسائل النقل، خاصة باتجاه جنوب المدينة حيث يكثر الطلب على هذه الوسيلة.. مطلب الطبقة الشعبية.
جزء من التراث التاريخي والثقافي و سط الركام:
في العديد من مدن المملكة و عبر العالم و حتى بعاصمة الضباب تعتبر هذه العربات وسيلة نقل تقليدية، تستخدم لنقل السياح والزوار الى الأماكن السياحية والمناطق التاريخية. ومع ذلك فإن بعض محطات “كوتشي آسفي” أختير لها أن تبقى وسط الرُكام و الغبار المُعطر الذي يزكم أنوف المارة من شدة تركُّز بقايا البراز و البول،(أعزكم الله) .
تعاني الطبقة العاملة بهذه الوسيلة مع الآذان الصماء للمسؤولين بحاضرة المحيط، بعد العديد من المسيرات المتجهة نحو “الخبزة” مَجمع المسؤولين، لرفع مطالبهم امام تدهور صحة وسلامة الخيول والزوار بسبب إهمال البلدية للمطالب المتعلقة بتحديث المحطات و اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الصحة و السلامة في ضل الظروف المزرية التي تعيشها (المحطات) .
أحد أهم القضايا التي تؤثر على صحة وسلامة الخيول في محطات الكوتشي هو الإهمال الواضح لنخوة الخيول، وسط ساحات عشوائية تفتقر للصيانة الدورية و الرعاية الطبية للخيول ان لم نقل غيابها.
كما أن الخيول التي تُرابط بالمحطة لإسداء خدمة النقل للمواطن، تفتقر إلى الحيوية المشهودة على هذا الكائن الذي أضرب عن الصهيل بعد انعدام الرعاية الصحية من تطعيمات و فحوصات بيطرية منتظمة عكس نظيراتها بمدارات السباق و ألعاب الحض و اسلافها التي قادت الفتوحات بالعصور الوسطى.
عيون جميلة ارهقها ظلم الإنسان، امام احتمالية انتشار الأمراض مع اصابات وكدمات بدون العناية اللازمة، جروح و إصابات تؤثر على قدرتها على جر عربات مهترئة، تتسبب في مزيد من الآلام و المعاناة معاناةو حدها الأجساد النحيفة و العيون الذابلة من شدة التعب ؛ قمع و معاناة أخرسى صهيل الخيول بعد استنفاد القوة و العنفوان المشهود لهذه الكائنات التي قادت الفتوحات و زينت رقصاتها و صهيلها المهرجانات.
زمان ظالم (الحكرة)
تفتقر جل المواقف التي تسمى محطات إلى بنية تحتية مناسبة لاستيعاب راحة الخيول. الأماكن التي تعيش فيها الخيول قد تكون ضيقة وغير مريحة هي الأخرى، مما يؤثر على صحتها ورفاهيتها. قد تفتقر إلى مساحات كافية للحركة والتمدد وتمضيد جراحها، وقد يعانون من ظروف أخرى بلى شك إذا علمنا أن العصا و الجزرة (خبز مُجفف) وحدهم من يكافؤون هذه الكائنات على اسدائهم هذه الخدمة العمومية.
من منظور أوسع
وحدها لوحة تعبيرية تُكرم جهود خيول الكوتشي على جدار الفن الخلفي للمحطة، كلف وضعها الملايين بعد استشارة مكتب دولي لتهدئة الأوضاع .بانتظار الصهيل الذي غاب عن حناجر الخيول و سط نهيق مزعج للحمير التي عمرت بحاضرة المحيط.
متى تستعيد الخيول نخوتها ؟
متى نسمع صهيل الخيول ؟
من أجل الحد الأدنى من المعرفة:
صهيل الخيول علامة على إحساسها بمشاعر إيجابية، و تأييد تصرفات أصحابها وهُم بقربها.
كما تصهل خلال الأحداث الممتعة في حياتها، كقضم الأعشاب والمشي في المراعي، والدلالة على ذلك الآذان المنتصبة والمتجهة إلى الأعلى.
يقول المثل المغربي “عز الخيل مرابطها”
Comments ( 0 )