أسعار خيالية ترفع ثمن السردين عن الفقراء في آسفي مع بداية رمضان

أسعار خيالية ترفع ثمن السردين عن الفقراء في آسفي مع بداية رمضان

 

 

 

في اول ايام رمضان حيث يكون الإقبال المتزايد على سمك الفقراء (السردين)، تعاني مدينة آسفي، التي تُعد واحدة من أكبر مصايده الساحلية في العالم، من ارتفاع أسعاره بشكل مثير بلغ 20 درهم للكيلوغرام الواحد و هو ما يعتبر رقم قياسي بعاصمة عبدة التي يعول عليها لتموين الأسواق الداخلية.

 

يُعتبر السردين من الأسماك الشعبية والمطلوبة بشكل كبير في هذه الفترة، ولكن غلاء أسعارها أثر بشكل كبير على أساليب البيع و إقتناء السمك داخل و خارج الميناء حيث رصدنا انتظار شاحنات التبريد القادمة من المدن المجاورة و التي تنتظر حصتها التي يتم شرائها قبل دخول المراكب للرصيف البحري الذي شهد اكتظاظا غير مسبوق بسبب ندرة السردين خلال هذا الفصل المشهور بـ (مارسو فالصو) .

 

هناك عدة أسباب تقف وراء غلاء السردين في آسفي هذه الأيام كما أكد لنا مهنيو القطاع داخل الميناء. أول هذه الأسباب هو تدهور الحالة البيئة البحرية في المنطقة التي تعتبر مصبا منذ سنين لمخلفات المركب الكيماوي و معامل الطاقة الحرارية، ما دفع بالعديد من المراكب لقطع مسافات طويلة بعُرض البحر، بسبب نقص كميات السردين المتوفرة على الرصيف. تغيرات المناخ، التلوث البحري، واستغلال الصيد غير المستدام يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر سلبًا على توافر السردين وتتسب في ارتفاع أسعاره، يقول قيدوم البحارة أن هذه الفترة من السنة كانت فرصة للراحة البيولوجية التي تساعد على تكاثر الأسماك، لقد أصبحنا نعمل بدوام كامل طيلة السنة دون جدوى، حتى أن صحة البحارة و رفاهيتم تدهورت ،لم يكن هذا حال البحارة في السابق، لقد كانوا مميزين باللباس النظامي و رُقي مستواهم التعليمي، لقد أصبح البحري “يلج الميناء بحار و يخرج منه شفار ” حسب التعريف المتداول بسبب جشع الرأسمالية و الريع الذي يدير هذه الثروة السمكية ،يقول حسان.

 

بالإضافة إلى ذلك، تشارك العوامل الاقتصادية الأخرى دورًا في زيادة أسعار السردين. أهمها تكاليف صيد السمك ونقله وتوزيعه التي زادت، بسب ارتفاع تكاليف الوقود أو تكاليف الصيانة، حتى أن التطمينات التي لحقت زيادة تسعير السمك الصناعي، لم تستثني المواطن. هذه العوامل تضيف إلى تكلفة السردين وتنعكس على أسعاره في السوق المحلي.

 

و بالنظر إلى هذه الأسباب، يتبين أن غلاء السردين في آسفي يعود إلى مجموعة متنوعة من الأسباب بيئية واقتصادية. ما يستوجب على السلطات المحلية والحكومة اتخاذ إجراءات ملموسة بدل البلاغات لحماية مصادر السردين الطبيعية وتنظيم الصيد و سوق السمك بشكل أفضل، لضمان توافر هذه الثروة البحرية بأسعار معقولة لجميع المغاربة و خاصة الفقراء منهم.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .