أشباح العمل التطوعي وصاحبة الجلالة: عندما تتداخل الايادي الخفية لحراس المعبد مع سلطة الرقابة!
في عالمنا اليوم، الذي يموج بالأحداث والمفاجآت في كل قطاع تحاول تسليط الضوء عليه و كشف العتمة القاتمة، تبرز قصص غريبة أبطالها أشباح بهويات مُقنعة قد تبدو أدوارها في المشهد كفصل من رواية خيالية أكثر من كونها واقعاً معاشاً.
إنها حكاية “أشباح العمل التطوعي” الذي حاولنا كشف بعض أساليبه المسببة للكثير من العثرات في وصول الدعم العمومي لمستحقيه، لكن ممارسة دورنا كسلطة رابعة في مجال الصحافة ورصد الخروقات، أزعج على ما يبدو الكثير من المتدخلين بقطاع التربية، على الرغم من وصول صوتنا للإدارة المركزية المختصة و تغير آليات تقديم الدعم لجمعيات الدعم و جمعيات التعليم الأولي.
دعونا نتوغل في تفاصيل هذه القصة، حيث يتجلى أمامنا مشهد يجمع بين العمل التطوعي والأشباح- نعم، الأشباح! ففي عالم التشريع والتنظيم، قد يظن البعض أن العمل الجمعوي يسير وفق خطى ثابتة ومنظمة.
ولكن، في خضم هذه الجهود المباركة التي شاركنا فيه بعض الغيورين و القوى الحية من داخل المنظومة، تجلى بوضوح أن هناك أشباحاً تطارد المتطوعين، تسجل حركاتهم وتطاردهم في خيوط الليل، متخذة من العمل التطوعي وسيلة للإثارة.
لنعد إلى “صاحبة الجلالة” – الصحافة. إذ غالباً ما تغوص في أعماق العمل الجمعوي، لتبحث عن الخروقات التي قد تحدث في ظل غياب الرقابة التي نحترم خصوصيتها. هنا تبرز معركة شرسة بين الأشباح، هؤلاء المتطوعين الذين يسعون للخير، وصاحبة الجلالة التي تحاول كشف المستور.
لقد عملنا في الحقيقة في بيئة خطرة كانت تحتاج أكثر من معاينة بعد أن أدركنا أن صيغة “جيب الإجازة تاعك و خد لك واحد 500 درهم” لتصبح شبحا ،كشفت العديد من التجاوزات التي يتدخل فيها أكثر من شخص واحد وأكثر من نفر واحد وأكثر من جمعوية واحدة ، و لأننا لا نوجه عملنا في إطار الرقابة التي يمنحنا إياها دستور المملكة، و توجيهات قائد البلاد.
يبدو أن الأشباح هذه لا تكتفي بمراقبة المتطوعين، بل تتدخل في عملياتهم. فتراها تتشوش بين ملفات المتطوعين وسجلاتهم، مثلهم مثل فنان في حفلة رعب.
فتبدأ الأشباح بإصدار صرخات تهدف إلى إحباط الروح الجماعية للمربيات التي تعمل في التعليم الاولي وكأنها تقول: “توقفوا! نحن هنا لمراقبتكم!”
وكأن فكرة العمل التطوعي أصبحت بحد ذاتها خطراً يجب تنبيه المجتمع حياله.
لكن صاحبة الجلالة لا تستسلم. فهي تطلق رصاصة الحقيقة، محاولةً مجابهة هذه الأشباح وتوصيل صوتها إلى المجتمع. سنصدر المزيد من المقالات والتقارير، لنترك بذلك أثرها في العقول وإشارات استنكار لكل خرق ممكن.
وفي زوايا هذه القصة،تلقينا الكثير من الرسائل المجهولة و تلقينا دعوات الصداقات المشبوهة، لتتشكل عندنا معادلة غريبة: الأشباح التي تلاحق المتطوعين، وصاحبة الجلالة التي تحارب من أجل كشف الحقائق. بين هذا وذاك، يتساءل المتطوعون: “هل نحن أطراف في معركة غامضة؟ أم نحن ببساطة ضحية لجهل بعض الأطراف حول العمل التطوعي؟”
منظور أوسع
واقعنا غريب، حيث يظهر الجميع وكأنهم يتمتعون بنقاش ساخن بينما تحوم الأشباح من حولهم. قد تكون قصة مرئيات التعليم الأولي واحدة من العديد من القصص، لكنها تعكس لنا التحديات التي يواجهها العمل التطوعي في ظل عصر تتداخل فيه المصالح، وتعيش فيه الأشباح بارتياح.
الصورة الأكبر
لنستمر في تسليط الضوء على هذه القضايا حتى تتضح الصورة اكثر، وسنشدّ أزر الأنشطة التطوعية التي تعمل من أجل خلق مجتمع أفضل، دون الحاجة إلى الخوف من الأشباح، أو حتى من سلطات التفتيش. لأننا لم نختر بعد الهجرة إلى كندا، فيها الثلج ، سنستمر بالعمل هنا لأن على هذه الأرض ما يستحق العيش.
Comments ( 0 )