“أغزيل الحادگات” – مسرحية تعكس قوة المرأة المغربية وتؤكد على ضرورة الحفاظ على القيم الاجتماعية

“أغزيل الحادگات” – مسرحية تعكس قوة المرأة المغربية وتؤكد على ضرورة الحفاظ على القيم الاجتماعية

تأتي مسرحية “أغزيل الحادگات”، التي قدمتها فرقة مسرح تگدة، كعمل فني متميز يعالج قضايا اجتماعية عميقة تتعلق بالمرأة المغربية، وتحديدًا المرأة البدوية، التي تواجه تحديات كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

المسرحية، التي أقيمت يوم 30 أبريل 2025 بمسرح عبد الصمد الكنفاوي كازابلانكيز، استطاعت أن تلقي الضوء على قوة وذكاء المرأة المغربية، ودورها في الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي، وكيفية مقاومتها للمكائد والتحديات التي تواجهها.

تدور أحداث المسرحية حول فتاتين بدويتين تكافحان للحفاظ على أرضهما وعرضهما بعد وفاة والدهما، في ظل غياب أخيهما الذي هاجر عبر الهجرة السرية لمدة خمس سنوات. تواجه الفتاتان مكر عمهما وطمع جيرانهما، لكنهما بذكائهما وفطنتهما تنجحان في الصمود أمام المضايقات، مبرزتين بذلك قوة المرأة المغربية وقدرتها على حماية شرفها وممتلكاتها.

هذا الموضوع ليس مجرد حبكة درامية، بل هو انعكاس لواقع اجتماعي يعيشه الكثيرون في المجتمع المغربي، حيث تتآكل بعض القيم المجتمعية التقليدية تحت ضغط التحديات الاقتصادية.

ما يميز “إغزل الحادقات” هو قدرتها على تقديم هذه القضية الاجتماعية العميقة في قالب كوميدي ممتع، مما جعل الجمهور يعيش أجواء أسرية مفعمة بالفرح والاستفادة.

العمل الفني لم يقتصر على الترفيه فقط، بل نجح في إيصال رسائل أخلاقية واجتماعية مهمة، مثل أهمية الحفاظ على الأرض والشرف، والتمسك بالقيم الأصيلة التي تشكل هوية المجتمع المغربي. كما أن حضور جمهور غفير من مختلف الأجيال يعكس مدى تأثير هذا العمل وقدرته على لمس شرائح متنوعة من المجتمع.

من الناحية الفنية، استطاعت المسرحية أن تجمع بين الأداء التمثيلي المتميز والإخراج الذي يحترم الخصوصية الثقافية المغربية، مع إبراز التنوع في الشخصيات التي تعكس واقع المجتمع. الصورة الترويجية للمسرحية، التي تضم أعضاء الفرقة بأزياء تقليدية متنوعة، تؤكد على هذا الارتباط العميق بالتراث المغربي، مما يضفي على العمل طابعًا أصيلًا ومقربًا من الجمهور.

إن نجاح “أغزل الحاذقات” يطرح تساؤلاً مهماً حول دور الفن في تعزيز القيم المجتمعية ومواجهة التحديات التي تهدد الهوية الثقافية للمغرب. الجمهور الذي حضر العرض وتفاعل معه بحماس، وتبادل الصور مع الفرقة في نهاية العرض، أبدى إلحاحًا واضحًا على ضرورة استمرارية إنتاج مثل هذه الأعمال الفنية الراقية. لأن هذه الأعمال ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي أداة لتعزيز الوعي الجماعي، وإحياء القيم الأصيلة التي تربط المغاربة بثقافتهم وأرضهم.

منظور أوسع :

تُعد مسرحية “أغزل الحادگات” نموذجًا يحتذى به في الفن الهادف الذي يجمع بين الترفيه والتوعية، وتبرز أهمية دور المرأة في الحفاظ على النسيج الاجتماعي. إن استمرار تقديم مثل هذه الأعمال الفنية ليس مجرد رغبة جماهيرية، بل ضرورة ثقافية واجتماعية لتعزيز الارتباط بالهوية المغربية، والحفاظ على القيم التي بدأت تتآكل في ظل التحديات المعاصرة.

المسرحية من تشخيص :حنان خالدي، رجاء لطفين، فاطمة حركات، جواد السايح، مصطفى اهنيني، ياسين دخوش، عبد الرحيم الغزواني، عبد العالي عامل، إدريس الكتاب، المصطفى أطلسي، محمد العقلي، دخوش أحمد الروداني، خالد فضلي.
سينوغرافيا : طه دخوش
الملابس والملحقات : رجاء الزعيم.
تنفيذ الديكور : محمد المهدي حيضر.
كلمات الأغاني : دخوش أحمد الورداني | موسيقى وألحان وأداء : مجموعة تكادة للمسرح والفنون الشعبية.
بدعم من مسرح محمد الخامس.
ومن إنتاج جمعية تكدة للمسرح والفنون الشعبية.