أفق 2035 نمودج تنموي جديد.. على إيقاع المبادرة الفاشلة للتنمية

ما بات يعرف لدى المغاربة ب”النمودج التنموي الجديد”

في افق 2035 برنامج بشعارات براقة أطلقت في بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مهترأة بعد إعلان الملك فشل اهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

بعض التقارير التي صعدت للقصر حينها تقول أن المؤشرات لا تساعد على استنبات اي برامج سياسية او اقتصادية او اجتماعية بنيوية…. كيف ما كانت…. حتى وان كانت تلك البرامج تروم الى احقاق بعض من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب المغربي .

برنامج جديد للتنمية كانت أولى مطباته تغريدة السفيرة الفرنسية التي شكرت فيها شكيب بن موسى لاطلاعها على الخطوط العريضة للبرنامج ،ما اعتبر حينها احراجا للجنة المخصصة لاعداده ، أمر اعتبره بعض المعارضين انتهاكا لسيادة البلاد ،لكن سرعان ما تم الالتفاف على هذه القضية ،
لكن بعض الأقلام الترويجية لسياسة الفشل باتت تكرر أكثر من مرة أن البرنامج جاء فقط للتسريع في مزيد من الاجهاز على مكاسب الشعب المغربي والتي سبق لبرامج وشعارات سياسية واقتصادية واجتماعية من هذا القبيل ان اجهزت على جزء منها من قبيل سياسة الخوصصة وضرب الخدمات الاجتماعية الاساسية من تعليم وصحة وتشغيل معللة لاطروحتها بالابقاء على بعض رموز الفساد و عدم اتباع نهج واضح لمحاربته، إضافة إلى عدم إحالة تقارير مجلس الحسابات على النيابة العامة المختصة ،و ترك بعض الملفات التي تضرب عمق القضايا الاجتماعي طي النسيان.اضافة لانتشار اقتصاد الريع و أمية البرلمانيين و ضعف المعارضة الحالية في كشف اختلالات الحكومة الشبه تقنوقراطية و البعيد عن تطلعات المواطنين ،و كلها أسباب يمكن اعتبارها معيقة لأي برنامج تنموي صريح.

و اذا كان زمن طرح هذا البرنامج جاء على ما يبدو لخلق جو من الامل والاتنظار لتمرير ترتيبات سياسية قادمة في ظروف ملائمة لهندسة توازنات وخرائط سياسية قادمة ،تعمل وباجتهاد على تنزيل هذا البرامج كما يراد له في افق 2035 بدون اية احتقانات وضبط الجو العام بدون اي نقاش او تعاطي نقدي معه او حتى ابداء بعض الملاحظات..فإن الظرفية الحالية للمعيش اليومي للمواطن ،و احصائيات البطالة و الهجرة غير الشرعية و تعاطي الشباب للمخدرات و الهدر المدرسي بالعالم القروي و ضروف عمال المناولة و ملفات اجتماعية ساخنة أصبحت تساءل المسؤولين أكثر من أي وقت مضى عن هذا نموذج الجديد ، و لو عبر منصات التواصل الإجتماعي ،بعد تخلف النقابات و الأحزاب عن الحديث بلسان المواطن ، البرنامج النموذجي ستعمل عليه حكومتين ونصف تقريبا في السنوات القادمة الى غاية سنة2035 لكن وبالضرورة الرهان الأكبر سيكون على حكومة أخنوش (خمس سنوات الاولى من البرنامج) .

لهذا ومن المنتظر أن تعمل جميع احزاب الائتلاف الحاكم على ملائمة برامجها الانتخابية مع الخطوط العريضة لهذا البرنامج كنوع من الرساءل المرسلة في اتجاهات عدة لمن يهمم الامر لمزيد من الرضي ولمزيد من حصد المكاسب والكراسي .. واستعدادا لتنفيد هذا البرنامج وباجتهاد وبدون اي تردد ..

لهذا يبدو أن سياسة ” القفة” و الولاء الاجتماعي للدكاكين السياسية في هذا الامر لم يبتعد عن النموذج السابق الذي أعلن الملك فشله.

أين الدفاع على الخطوط العامة والعريضة لهذا البرنامج …؟

لا ننفي على انه يمكن لهذا البرنامج أن يساهم في ظهور فئات جديدة هجينة ومعروفة باقتناصها للفرص كما حصل في البرامج السابقة لمراكمة مزيدا من الثروة والمال، فبرنامج اوراش المنتضر لانتشال الشباب من البطالة أخرج بعض الجمعيات للاحتجاج بالشارع بدعوى استفادة الجمعيات الموالية للوعاء الانتخابي من حصة الأسد ، فيما يصور برنامج (الف فكرة ) الخاص باحدى شركات احتكار قطاع المحروقات ،يصور لشباب حلم الإستثمار في مشاريعهم على طريقة واد السلكون ،لكن لا تمويل بعد التقاط الأفكار ، وبالضرورة لن يساهم هذا في تحسين اوضاع الشباب و لا الطبقة الوسطى… في ظل غياب الشفافية و ربط المسؤولية بالمحاسبة والضرب بقوة على ايادي ناهبي المال العام و افكار الشباب و المتاجرين بمستنقعات الفقر و الحاجة.

يعني بعد سنة 2035 يبدو ان لا شيئ جوهري سيتغير ما دامت اقلية من المغاربة تمسك بالحصة الكبيرة من السلطة والثروة وتأبى وترفض ان تتقاسمهما بشيء من العدل مع اغلبية الشعب وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المغرب ( الفرصة الكبرى ).

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .