ألام الانتظار و الهجران في مسرحية “Cicatrices”.

يسلط نص مسرحية “cicatrices” الضوء على المشاكل التي تعانيها المرأة بالجنوب الشرقي للمغرب على وجه التحديد، حيث يسافر جل الأزواج بهذه المناطق إلى المدن الداخلية أو إلى خارج البلاد من أجل العمل ولا يعودون إلى زوجاتهن إلا بعد مدة أقلها سنة، وتبقى النساء رهينات بالمنازل في معاناة داخلية مع هذا البعد. الذي يحاولن تناسيه بتفانيهن في الأعمال داخل المنزل وخارجه، مخفيات حزنهن خلف بعض الابتسامات وأهازيج الصباح والمساء. 
يأتي هذا النص ليرفع الحجاب عن هذه الظاهرة ويقرب الناس أكثر مما تعانيه نساء هذه المناطق جراء هذا المشكل في قالب نص مسرحي عنوانه “cicatrices”.    
يصور لنا العرض حياة امرأة مثقفة وذات مستوى علمي تخلت عن أحلامها وهدفها في الحياة في سبيل أن تحظى بحياة زوجية يغمرها الحب والحنان بجانب زوج يقدر قيمتها كامرأة ويحترم شعورها، إلا أنها اصطدمت بحياة تجد فيها نفسها وحيدة مكسورة داخل حياة فارغة وبين جدران بيت جامد لا إحساس فيه، فرغم أنها متزوجة تبقى دائما وحيدة تنتظر قدوم زوجها مرة كل سنتين أو كل تلاث سنوات، فيتحول هذا الانتظار إلى ألم وحزن داخلي لا تداويه إلا بالحديث مع نفسها أو مع بعض الأشياء الجامدة في البيت، وتترجم كل غضبها وحزنها في خيالها أو بين سطور يومياتها، وهو حال سائر النساء بالقبيلة منذ زمن، فتقرر السيدة أن تغير الوضع وتواجه زوجها بحقيقة المشكل وتناقش معه الأمر حين يعود من السفر وقد سبق أن تخلف عن موعد رجوعه منذ سنتين، فتبقى متعلقة بأمل عودته هذه السنة، تتأرجح بين سؤال سيأتي أم لن يأتي.
وفي انتظار برمجة جديدة لهذا العمل الفني ذو الحبكة الفنية بجميع المقاييس، تبقى مثل هذه المواضيع المجتمعية جديرة بالاهتمام الفني، لأن الفن الحقيقي هو الذي يصور جمال الشيء، لا الذي يصور الشيء الجميل، و هذا بالفعل ما استطاع تحقيقه شباب مسرحية cicatrices.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .