إسرائيل تحذر: مستعدون لكافة السيناريوهات في ظل انهيار الجيش السوري

إسرائيل تحذر: مستعدون لكافة السيناريوهات في ظل انهيار الجيش السوري

 

 

 

في ظل التوترات الأمنية المتسارعة في سوريا، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، يوم الجمعة 6 دجنبر 2024، تقييماً شاملاً للوضع الأمني في المنطقة وفقا لمصادر إعلامية موثوقة. يأتي هذا التقييم في وقت حساس يشهد فيه الجيش السوري انهيارًا سريعًا لخطوط دفاعه في العديد من المناطق، ما يثير مخاوف إسرائيل من تطور الأوضاع بشكل قد يهدد استقرار المنطقة.

 

وأصدر كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستمرار في الحفاظ على مستوى عالي من الاستعداد العسكري، مشددًا على ضرورة مراقبة التطورات في سوريا عن كثب. كما أكد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو طارئ ولحماية مصالح إسرائيل الأمنية في جميع الأوقات. وقال كاتس في بيان رسمي: “لن نسمح لأي تهديد أن يؤثر على سيادة أو أمن إسرائيل، وسنواصل العمل بحزم للحفاظ على استقرار وأمن سكاننا”.

 

في مفاجأة غير متوقعة، كشف مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، يوم الخميس أن الاستخبارات الإسرائيلية فوجئت بانهيار سريع لخطوط دفاع الجيش السوري. ووفقًا لمصادر إسرائيلية تزامن هذا التراجع السريع مع التقدم الكبير الذي حققته الفصائل المسلحة في مناطق حلب وإدلب وحماة، وهو ما يعزز احتمال سقوط دمشق في وقت أقرب مما كان متوقعًا. أحد المسؤولين الإسرائيليين أشار إلى أن “سقوط دمشق أصبح أكثر احتمالاً من أي وقت مضى”.

 

من جانب آخر، أبدت إسرائيل قلقها الشديد من زيادة نفوذ العناصر المتطرفة في سوريا. ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، هناك مخاوف من أن يؤدي الانهيار السريع للجيش السوري إلى تحول السيطرة في البلاد لصالح قوى متطرفة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك ثمة قلق كبير من احتمال دخول قوات إيرانية إضافية إلى سوريا، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، خصوصًا وأن إسرائيل كانت قد شنت ضربات جوية ضد مواقع إيرانية في سوريا في السنوات الأخيرة.

 

تزامنًا مع هذه التطورات، تمكَّنت الفصائل المسلحة من إحراز تقدم سريع في السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث استولت على حلب وإدلب وتوجهت نحو حمص. هذه الانتصارات المفاجئة على الأرض تثير القلق في دمشق، خصوصًا مع انهيار الخطوط الدفاعية للجيش السوري بشكل أسرع مما كان متوقعًا.

 

من جهته، أقرَّ مسؤول أميركي بأن الخطوط الدفاعية للجيش السوري تنهار بسرعة كبيرة، موضحًا أن “قوات الجيش السوري لا تقاتل فعليًا”. ورغم ذلك، لم يعتبر المسؤول الأميركي أن هناك خطرًا وشيكًا على حكومة بشار الأسد، إلا أنه اعتبر أن الوضع الحالي يمثل أكبر تحدي يواجه الأسد في العقد الأخير. وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، ولكنها لا تتوقع انهيار الحكومة السورية في الأفق القريب.

 

تتصاعد المخاوف الإقليمية من تحولات مفاجئة في سوريا. وأعربت كل من إسرائيل ومصر والأردن عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع في سوريا، معتبرة أن الوضع قد يشهد تحولات غير محسوبة قد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة. هذا التصعيد يأتي في وقت حساس يتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مما يجعل الوضع الإقليمي أكثر هشاشة.

 

تتعامل إسرائيل مع التطورات السورية بحذر شديد، وتؤكد جاهزيتها لأي سيناريو قد يحدث في المستقبل. على الرغم من أن الوضع في سوريا لا يزال غامضًا، إلا أن انهيار خطوط الدفاع السورية يثير القلق في تل أبيب، ويجعل الوضع الأمني في المنطقة أكثر تعقيدًا.

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .