إطلاق مهمة MethaneSat لتحديث خارطة انتشار غاز الميثان الناتج عن فضلات البشرية
تم ليلة أمس الاثنين إطلاق أول قمر صناعي من منصة Space Falcon بكاليفورنيا في مهمة لرسم خريطة وتتبع التلوث العالمي بغاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية، بعد سنوات من التعاون بين بعض أكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا.
القمر الاصطناعي الذي يعول عليه لرسم خريطة انتشار هذا الغار أطلق عليه إسم MethaneSAT. و تم تمويله من طرف Google و Geff Bezos و Space X إضافة لشركاء آخرين مهتمين بالتغيرات المناخية.
يعد تلوث الميثان مسؤولاً عن حوالي %30 من ظاهرة الاحتباس الحراري التي ترفع من سطح البحر وتتسبب في المزيد من الكوارث المناخية الشديدة.
يتكون هذا الغاز في الغالب من تحلل فضلات الإنسان في مدافن النفايات، والميكروبات التي ينبعث منها غاز الميثان في حقول الأرز، ومن تجشؤ الماشية وتبرزات البشر . كما أنه يتسرب بشكل روتيني من حقول النفط والغاز وحتى الأجهزة المنزلية. ففي نهاية المطاف، فإن ما يسمى بالغاز الطبيعي هو في الغالب مجرد غاز الميثان.
هذا وسيعمل القمر الاصطناعي خلال 95 دقيقة ،مدة دوارنه على الأرض، في رصد نشاط حقول النفط والغاز التي تمثل حوالي 80 بالمائة من الإنتاج العالمي لغاز الميثان.
و سبق للمجموعة البحثية التي ستعمل على معطيات هذا المرصد أن عملت جنبًا إلى جنب مع 40 مؤسسة بحثية و50 شركة لتكوين صورة أكثر شمولاً لانبعاثات غاز الميثان بين عامي 2012و 2018. حيث تم أخذ قياسات مباشرة من مصادر التلوث على الأرض، مع الاستعانة بقراءات جوية تم التقاطها عبر طائرات مسيرة. اكتشفت حينها أن انبعاثات غاز الميثان في أمريكا الشمالية كانت في الواقع أعلى بنسبة 60% من تقديرات وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة.
لكن Méthane sat يتوقع منه مسح مساحة أكبر و بشكل أسرع بكثير من البحوث السابقة. ومن المفترض أن يستغرق الأمر حوالي 20 ثانية فقط لمسح نفس المنطقة التي كان من الممكن أن تستغرق الطائرة ساعتين لمسحها، ووفقًا لشركة EDF. فإن القمر الحالي سيدور حول الأرض خلال 95 دقيقة، وستكون لواقطه مسلطة على حقول النفط والغاز التي تمثل أكثر من 80 بالمائة من الإنتاج العالمي. لمعرفة كمية غاز الميثان المتسرب ومن أين يتسرب ، بحيث يمكن اتخاذ التدابير اللازمة لسد هذه العوادم و التسريبات.
معلومة : تبلغ قوة الميثان 80 مرة قوة ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري عندما يتعلق الأمر بتسخين الكوكب، خلال العشرين سنة الأولى من دخوله الغلاف الجوي، ثم تنخفض فعاليته، في حين يبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ويحبس الحرارة لعدة قرون. وبما أن الميثان هو غاز دافئ و قوي، لكنه قصير العمر نسبيا، فإن منعه من التسرب يعتبر الوسيلة الأسرع لإحداث تأثير كبير وفوري على تغير المناخ المحتر الذي عم الكوكب مؤخراً.
منظور أوسع
إذا سارت مهمة القمر MethaneSat كما هو مخطط لها، فمن المفترض أن يبدأ في نشر بعض البيانات علنًا على خرائط Google بحلول أوائل الصيف. و الحصول على صورة كاملة لأحواض النفط والغاز الرئيسية حول العالم بحلول سنة 2025, و هو ما يمكن أن تحقق من خلاله البشرية شيء من العدالة المناخية، بعد أن أفلت هذا الغاز لسنوات من تقارير الجهات التنظيمية و السياسات الأممية الغير عادلة بكل الأحوال.
Comments ( 0 )