احتفال تاريخي: أولمبيك الدشيرة يعانق القسم الاحترافي الأول

احتفال تاريخي: أولمبيك الدشيرة يعانق القسم الاحترافي الأول

في يوم مشمس من أيام الثلاثين من ماي 2025، كتب نادي أولمبيك الدشيرة تاريخًا جديدًا لمدينة الدشيرة الجهادية ولكرة القدم السوسية، بانتزاعه بطاقة الصعود إلى القسم الوطني الاحترافي الأول لأول مرة في تاريخه الطويل. هذا الإنجاز التاريخي، الذي تحقق بفوزٍ مستحق بنتيجة 3-0 على فريق شباب السوالم الرياضي في مباراة إياب السد على أرضية الملعب البلدي ببرشيد، ليس مجرد صعود رياضي، بل قصة شغف وإصرار وروح قتالية حملت توقيع أبناء سوس.

رحلة الصعود: من التحدي إلى التتويج

تأسس نادي أولمبيك الدشيرة عام 1940، ومنذ ذلك الحين، ظل يناضل في أقسام الهواة والقسم الثاني، حاملاً طموحات جماهيره الوفية. هذا الموسم، تحت قيادة المدرب هشام اللويسي، المُلقب بـ”تسونامي”، أظهر الفريق شخصية قوية وإرادة صلبة. رغم خسارته في مباراة الذهاب أمام شباب السوالم بنتيجة 2-1، دخل الفريق السوسي مباراة الإياب بعزيمة لا تُضاهى. بقيادة لاعبين مميزين مثل سفيان الجازولي، الذي افتتح التسجيل في الدقيقة 52، وأيوب أنجار، صاحب الهدفين في الدقيقتين 45+5 و85، تمكن الفريق من قلب الطاولة وتحقيق فوزٍ ساحقٍ عكس تفوقه الميداني وتكتيكه العالي.

مباراة السد شهدت على عرض تكتيكي وروح قتالية

مباراة الإياب لم تكن مجرد 90 دقيقة من كرة القدم، بل كانت ملحمة رياضية. الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، لكن في الشوط الثاني، أظهر أولمبيك الدشيرة تفوقًا واضحًا. سيطر الفريق على مجريات اللعب، واستغل أخطاء منافسه بذكاء، ليترجم ذلك إلى ثلاثية نظيفة. حتى ركلة الجزاء التي أضاعها إبراهيم حمو في الدقيقة 62 لم تكسر من عزيمة الفريق، بل زادت من إصراره على حسم المباراة. هذا الأداء يعكس الانضباط التكتيكي والروح الجماعية التي زرعها المدرب اللويسي في نفوس لاعبيه.

أولمبيك الدشيرة هو رمز للطموح والصمود

صعود أولمبيك الدشيرة ليس مجرد إنجاز رياضي، بل دليل على أن الفرق الصغيرة قادرة على منافسة الكبار عندما تتوفر لها الإرادة والعمل الجاد. النادي، الذي طالما أتعب الفرق الكبرى في منافسات كأس العرش منذ التسعينيات، يثبت اليوم أن المغرب ليس حكرًا على أندية الدار البيضاء أو الرباط. إنه صوت سوس، صوت المناطق التي تستحق فرصة لإبراز مواهبها وإثبات وجودها في خارطة الكرة المغربية.

تهنئة لأهل الدشيرة ولجماهير الكرة المغربية

نرفع القبعة لجماهير أولمبيك الدشيرة، التي وقفت خلف الفريق بكل شغف وحماس، ولكل مكونات النادي من لاعبين وإداريين وطاقم فني. هذا الصعود هو تتويج لموسم طويل من العمل الدؤوب، وهو بداية فصل جديد في تاريخ النادي. نتمنى لأولمبيك الدشيرة موسمًا موفقًا في القسم الاحترافي الأول، حيث سيكون بإمكانه مواجهة أندية بحجم الرجاء والوداد والجيش الملكي و الاولمبيك، ليثبت أن الصعود لم يكن صدفة، بل نتيجة جهدٍ وعرقٍ وطموحٍ لا حدود له.

مستقبل مشرق ينتظر الفريق السوسي

مع هذا الإنجاز، يفتح أولمبيك الدشيرة صفحة جديدة في تاريخه، ويضع مدينة الدشيرة الجهادية على خارطة الكرة الاحترافية المغربية. نأمل أن يكون هذا الصعود بداية لمسيرة طويلة من النجاحات، وأن يحذو فرق أخرى من الأقسام الدنيا حذوه، لتعزيز التنافسية في البطولة الاحترافية. مبروك لأولمبيك الدشيرة، ومبروك لكل محبي كرة القدم المغربية بهذا الإنجاز التاريخي.