الأسود لابق لك..
استضاف مهرجان مراكش السينمائي أمس الأحد الفيلم الوثائقي “ماريا كالاس، مونيكا بيلوتشي: اللقاء” للمخرج اليوناني يانيس ديموليتساس، والذي تم عرضه ضمن قسم القارة 11 للمهرجان، و أبرزت بيلوتشي أن الفيلم يروي لقاء بين روحين ويقتفي عمل فنانة تسعى لتجسيد شخصية باتقان.
وأضافت أيقونة السينما “عند اكتشافي لرسائل المغنية الأوبرالية العظيمة ماريا كالاس، تأثرت بشدة بقوة كلماتها وهشاشتها والصدق الذي ينبعث منها. وهذا دفعني لمشاركة هذه الشذرات من حياتها مع الجمهور, أنا سعيدة بحضوري لمراكش من جديد”
من الناحية الفنية للعرض المتميز ،جاء المونتاج سلسًا ودقيقا، حيث تداخلة الرسائل مع الصور والمقاطع الصوتية لعروض ماريا في الأوبرا. ما عزز من الاتصال العاطفي بين الجمهور والقصة، وجعل السرد متوازنا بين الحميمية و الجمال والاحتفاء بالفن.
حيث لعبت الموسيقى دورا مهما فكانت عنصرًا رئيسيًا في الفيلم حيث استخدمت مقطوعات من أبرز عروض ماريا كالاس الأوبرالية، مثل Norma La Traviata، مما أضفى سمة عاطفية لامسها الجمهور وأبرز بالمقابل عبقرية الأيقونة الإيطالية في تجسيد دور فنانة الأوبرا ماريا كالالس. لم تكن الموسيقى في العرض مجرد خلفية، بل كانت جزءًا أساسيًا من القصة، حيث تعكس لحظات المجد والحزن في حياة فنانة كبيرة. وكان الحديث عن كالاس في كثير من الأحيان يتقاطع مع الأيقونة التي تمثلها. فتناول الفيلم مجموعة من المواضيع العميقة التي تتعلق بحياة الفنانين وشخصياتهم الإنسانية عموما : فماريا كالاس هي مثال حي للثمن الذي يدفعه الفنان مقابل النجاح. فرغم شهرتها العالمية، وحب الجماهير، يُظهر الفيلم معاناتها من الوحدة وصراعات داخلية عميقة. هذا الثمن يظهر بوضوح في رسائلها التي قرأتها بيلوتشي بإحساس مرهف، يعكس شعورًا مستمرًا بالفراغ العاطفي.
منظور أوسع :
الفيلم يقدم صورة واضحة للتحديات التي واجهتها كالاس كامرأة في عالم كان يسيطر عليه الرجال.
الصورة الأكبر:
ويعكس الفيلم أيضا، ضريبة الشهرة، و كيف أن التفاني الكامل للفن يمكن أن يأتي على حساب العلاقات الشخصية. فرسائل ماريا تكشف عن معاناتها مع التوازن بين حياتها كفنانة وعلاقاتها العاطفية، ما جعلها تدفع ثمنا غاليا.
Comments ( 0 )