الأسير “مقداد القواسمي” بين الشهادة والحرية


كريم أخنخام –

مايزال الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام، مقداد القواسمي،مستمر في إضرابه، وجدد تأكيده على مواصلة شكله النضالي حتى نيل حريته كاملة، مؤكداً أنه يرفض تناول المدعمات، مهددا بالإضراب عن الماء أيضا إذا تطلب الأمر.

ولم يخفي مقداد تحذيرات الأطباء له بسبب خطورة وضعه الصحي، غير أنه مصمم على عدم التراجع، حيث نقل لمقربيه؛ “أنا أريد العودة إلى أهلي، وسأستمر في الإضراب عن الطعام، وأنا أطالب بحقي”.

وكانت محكمة الاحتلال “الإسرائيلي” العليا، قد قررت تجميد اعتقاله الإداري، غير أن مقداد أكد أكثر من مرة أنه لا ينتظر قرار تجميد، بل إلغاء اعتقاله الإداري.

وكان القواسمي المضرب عن الطعام منذ قرابة 100 يوم، على موعد مع معانقة والدته للمرة الأولى منذ اعتقاله، بعد حضورها للمستشفى الإسرائيلي الذي يحتجز به.

جاء ذلك بعد أن تطورت حالة القواسمي، ودخوله مرحلة الخطر الشديد خلال الأيام الأخيرة، وفق ما أفادت به تقارير لمؤسسات ووكالات دولية ومنظمات إنسانية أخرى تعنى بشؤون الأسرى، وذلك نتيجة استمراره في الإضراب عن الطعام وامتناعه عن تناول المدعمات.

وأمضى مقداد قرابة 4 سنوات متقطعة أسيراً في السجون الإسرائيلية، وحسب عائلته فإن مسيرة الإعتقلات، بدأت منذ أن كان بعمر 18 عاما، تحديدا بعد نجاحه في الثانوية العامة، حيث تعرض لاعتقالات عدة، كان معظمها من دون أدلة واضحة، يؤكد نفس المصدر.

الشرارة التي ولدت انتفاضة مقداد، كانت عقب اعتقاله في المرة الأخيرة بداية العام الحالي، إذ تابعه القضاء “الإسرائيلي” في قضية معينة، قبل أن يعجز عن إيجاد أدلة، فتم تحويله إلى الإعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وهو ما رفضه القواسمي باقتناع تام، يؤكد والد الأسير الفلسطيني، مضيفا أن “هذا الإعتقال “كيدي” وبلا أدلة من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي التي تحدّاها أن تثبت عليه أي تهمة”.

وعمل مقداد قيد حريته في التجارة بصورة غير منتظمة بسبب ظروفه غير المستقرة، كما أنه طالب في السنة الثانية بكلية خضوري-فرع العروب، في تخصص “الجرافيك”، غير أن كثرة الإعتقالات والتضييق الممنهج، ساهم في تأخره في دراسته الجامعية.

حياة الأسير الفلسطيني “مقداد القواسمي” باتت على المحك، وهو الذي يصر على خوض معركة “الأمعاء الخاوية” أو معركة “الكرامة” كما يسميها الفلسطينيون، أمام صمت تام للمنظمات الإنسانية الأممية، ومطالبة الفصائل الفلسطينية بتدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .