البريكينغ يقتحم المدرسة: من توباك إلى السبورة والأساتذة في ورطة!

البريكينغ يقتحم المدرسة: من توباك إلى السبورة والأساتذة في ورطة!

 

 

 

فجأة، وبدون سابق إنذار، قررت وزارة التربية الوطنية بالمغرب أن ترمي قنبلة جديدة في وجه الأساتذة: البريكينغ والهيب هوب في المناهج الدراسية! نعم، يا سيداتي و سادتي، الرقصة التي تبدو كأنك تحاول اللحاق بالركب احياناً،و أحياناً كأنك هارب من خلية نحل غاضبة، والأغاني التي يظنها البعض مجرد “هياط في الميكرو”، أصبحت الآن مادة دراسية. وكأن فكرة تدريس الغولف للوزير السابق شكيب بن موسى لم تكن كفيلة بإدخال الأساتذة في دوامة الضحك الهستيري، ها نحن الآن نستعد لمشاهدة المديرة كريمة، التي ترتدي نفس القميص منذ التسعينيات، وهي تحاول تعلم حركة “الويندميل” أمام التلاميذ!

 

تخيلوا المشهد: الأستاذة فاطمة، التي كانت تظن أن “الهيب هوب” هو نوع من الأحذية الرياضية ستانت سميت، تجلس في تدريب دولي، تحمل دفتر ملاحظاتها، بينما مدرب بريكينغ يصرخ: “ارمي رجلك فوق رأسك، ولف جدعك!” فاطمة، التي بالكاد تستطيع الوقوف على ساق واحدة دون أن تسقط، تنظر إلى المدرب بنظرة تقول: “أنا هنا لأعلم الجغرافيا، ليس لأصبح بهلواناً!” وفي الجهة الأخرى، الأستاذ محمد، الذي يعتقد أن توباك شاكور هو اسم نوع من الماريخوانا، يحاول فهم كلمات أغنية “Changes” ليشرحها للتلاميذ، لكنه ينتهي بقول: “حسنًا، هذا شعر… لكن لماذا كل هذا الغضب.. لماذا كل هذا الحزم؟”

 

الأساتذة، المساكين، في حالة ذهول. بعد سنوات من الصراع مع المناهج المكدسة، والتلاميذ الذين يفضلون “تيك توك” على الدروس، يأتي الآن قرار بإدخال رياضة أولمبية تبدو كأنها اختبار لمرونة العظام، وفن يظنونه مجرد “صراخ منظم” و هم من الفو الرقص على “الضجيج المنظم”. لكن، دعونا نكون ساخرين بحلول، لأننا، كما يقول المثل، “إذا لم تضحك، ستبكي!”

 

الحل الأول: تحويل الأساتذة إلى “رابرز”!

بدلاً من إجبار الأساتذة على تعلم البريكينغ، والذي قد ينتهي بزيارات متكررة لقسم الطوارئ، لماذا لا نحولهم إلى نجوم الراب؟ فلنمنح كل أستاذ ميكروفوناً ونطلب منه كتابة “راب” عن معاناته اليومية: ” لا ناڤيت، المنهج الثقيل، والفصل مليء بالعياط، التلاميذ يريدون تيك توك على المسلاط، وأنا أريد إجازة بالبرتغال!” هكذا، يصبح الأستاذ جزءًا من ثقافة الهيب هوب، ويحترمه التلاميذ كـ”دي جي” بدلاً من مجرد “الأستاذ اللذي يشرح ببطء”.

 

الحل الثاني: البريكينغ كعلاج للتوتر!

إذا كان البريكينغ رياضة أولمبية، فلنستغله كوسيلة لتخفيف الضغط على الأساتذة. بدلاً من حصص التربية البدنية التقليدية، حيث يركض التلاميذ كالدجاج المذعور الملتصق للأقمشة النايلون، فلنجعل الأساتذة يرقصون معهم. حركة “الفريز” قد تكون أفضل من شرب عشرة فناجين قهوة لتخفيف التوتر داخل المركب الاجتماعي للمعلمين. وإذا سقط الأستاذ أثناء الرقص؟ لا مشكلة، يمكننا تسجيل الفيديو ونشره على “تيك توك” لجذب المزيد من التلاميذ إلى المدرسة!

 

الحل الثالث: استبدال الامتحانات بـ”باتل بريكينغ”!

لماذا نرهق التلاميذ بالامتحانات الورقية؟ فلنحول قاعة الامتحان إلى ساحة “باتل” بريكينغ! التلاميذ يتنافسون في حركات الرقص، والأستاذ يعطي درجات بناءً على الأسلوب والإبداع. أما مادة الهيب هوب، فيمكن أن تكون عبارة عن كتابة “راب” عن التاريخ المغربي: “ابن خلدون، حكيم الزمان، كتب المقدمة، وما زال في الوجدان!” هكذا، يتعلم الجميع، ونضحك، ونرقص، وننسى هموم المناهج!

 

منظور أوسع:

دعونا لا نستهزئ كثيرًا بالبريكينغ والهيب هوب. فإذا كان توباك يُدرَّس في الجامعات، والبريكينغ يتألق في الأولمبياد، فلعل المدرسة المغربية تصبح يومًا مسرحًا لنجوم الهيب هوب القادمين. ومن يدري؟ ربما نرى الأستاذ ياسين يفوز بلقب “ملك البريكينغ” في الأولمبياد، أو الأستاذة كريمة تصدر ألبوم “راب” يتصدر قوائم “سبوتيفاي”! حتى ذلك الحين، فلنرقص، ولنضحك، ولنحاول ألا نكسر شيئًا… سواء كان عظمًا أو كرامة!

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .