التعليم الجيد خطوة حاسمة لبناء مغرب جديد
يقاس تقدم الدول بجودة التعليم والصحة، وهذا ما يدق ناقوس التغيير في المغرب اليوم. لم يعد التعليم الجيد مجرد رفاهية أو اختيار، بل أصبح ضرورة وطنية لبناء مجتمع قوي ومتقدم. فالتعليم هو اللبنة الأساسية التي ترتكز عليها كل مراحل التنمية ومفتاح الفرص أمام الأجيال الصاعدة.
لذلك، بات من الضروري وجود مدرسة جديدة تواكب التطورات، تغرس قيم الإبداع، تحفز التفكير النقدي، وتخلق التميز، لتكون بمثابة الدافع الحقيقي نحو مستقبل مشرق يليق بمكانة المغرب مستقبلا.
في هذا الصدد، تواجه المدرسة المغربية اليوم تحديات كبرى وضعتها في مفترق الطرق: إما أن تستمر بمنطق التسيير الإداري التقليدي، أو تتحول إلى مؤسسة مواطنة مبتكرة، تدمج بين التقنية والإنسانية، وتحول التعلم إلى متعة حقيقية يشعر فيها كل تلميذ بقيمته ويحتفل بتميزه. وهنا يطرح تساؤل جوهري: هل ستتمكن المنظومة التعليمية من بلورة هذه النقلة النوعية لتحسين جودة التعليم؟ أم لها رأي اخر؟
من جهة، ليس الهدف فقط تحسين نتائج الامتحانات، انما بناء إنسان قادر على التفكير المستقل، المبادرة، واحترام الآخر. وبالتالي خلق مدرسة تساهم في تخريج قادة التغيير وصُناع القرار، عبر الاعتماد على شراكات حقيقية بين كل من المعلم، الإدارة، والمجتمع لتحقيق المصلحة العامة.
ومن جهة أخرى، فإن وجود هذه المدارس المبدعة أصبح شرط أساسي لبناء مغرب جديد متقدم، حيث يكون التعليم الجيد ركيزة أساسية للتنمية، ومنارة إبداع منفتحة على العالم، بالمقابل محافظة على الهوية الوطنية وروح الانتماء. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الانتقال من مجرد تنفيذ المخططات إلى تحويل المؤسسات إلى فضاءات للتعلم والابتكار والعدالة الاجتماعية مواكبة لتوجه المملكة. فالتحول نحو تعليم عصري ومبتكر لم يعد خيارا يمكن التردد فيه، بل ضرورة ملحة لمواكبة التطور العالمي المستمر.
ماهي الخطوات المقبلة التي سيعرفها قطاع التعليم؟ هل سيواكب التغيير؟ ام سيتمسك بالنمط التقليدي؟
Comments ( 0 )