الجزائر تبدأ مسلسل عرقلة المبعوث الشخصي الجديد بالإنسحاب من الموائد المستديرة في ملف الصحراء

كريم أخنخام

يواجه المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا، أول امتحان له مع قرار الجزائر الذي جاء على لسان المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء المغربية والمغرب العربي عمار بلاني، الذي أعلن انسحاب بلاده من الموائد المستديرة التي كانت تحضرها في الماضي.

وبهذه الخطوة، تتنصّل الجزائر مرة أخرى من مسؤوليتها التاريخية والتابثة في النزاع المفتعل، وتتهرب من موقعها كطرف أساسي في الملف باعتبارها أصل النزاع، واحتضانها لجبهة البوليساريو على “أراضيها” بتندوف، وتمويلها ميليشياتها العسكرية ومنازعتها للمغرب في صحرائه وتبني ديبلوماسيتها لهذه العقيدة في المحافل الدولية. وهو ما أكدته الخطوات الأخيرة للجزائر تجاه المغرب، عقب قطع العلاقات وإغلاق المجال الجوي، بسبب المكتسبات التي حققها المغرب في هذا الملف خاصة وعلى المستوى الدولي عامة.

وكانت الجبهة الإنفصالية “البوليساريو” قد أعلنت خرق هدنة وقف إطلاق النار خلال نوفمبر الماضي، بعدما حررت القوات المسلحة الملكية في عملية سلمية معبر الكركرات من ميليشيات البوليساريو التي كانت تعرقل حركة المرور بين المغرب وموريتانيا وتهدد حياة المدنيين في المنطقة.

خطوات “البوليساريو” وصنيعتها الجزائر المتهورة، كانت محور إدانة لمجلس الأمن الدولي، الذي انعقد الأربعاء الماضي في جلسة مغلقة، وتداول حول نزاع الصحراء المغربية، بعد التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتريش.

وتأمل الأمم المتحدة أن تكون الفترة الإنتدابية الحالية بقيادة ستافان دي مستورا، حاسمة في تحريك المياه الراكدة في ملف نزاع الصحراء المغربية، إذ يراهن عليه الجميع، كونه دبلوماسي دولي اكتسب خبرة في نزاعات سابقة، عندما عمل مبعوثا للأمم المتحدة في لبنان ما بين سنتي 2001-2004، والمبعوث الخاص للأمين العام في العراق ما بين سنتي 2007-2009، ثم المبعوث الخاص للأمين العام في أفغانستان ما بين سنتي 2010-2011، وكانت آخر مهمة له هو المبعوث في ملف سوريا ما بين 2014 الى 2019.

يذكر أن عمار بلاني أعلن منذ يومين عن الانسحاب من الموائد المستديرة، كرد متهور على تصريحات السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال الذي اعتبر حضور الجزائر في تلك الموائد، بأنها دليل على تورط الجزائر كطرف في النزاع.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)