الجزائر تخلق نزاعات أحادية مع المغرب بما يفسر ذلك؟

الجزائر تخلق نزاعات أحادية مع المغرب بما يفسر ذلك؟

 

 

 

منذ زمن بعيد كانت الجزائر تكن عداوة كبيرة للمغرب،  حسب زعمها بسبب توتر العلاقات السياسية التي تنظر لها من باب الانتقام وما إلى ذلك، كما أن الحكام الجزائريين كانو يدرسون الأفكار السودوية للأجيال اللاحقة من أجل جعل البلد الجار هو العدو الوحيد، بالرغم من أن المغرب كان أول من دافع عليهم على حساب خسارة العلاقات مع المستعمر ليس هذا فحسب بل دعم المقاومين الجزائريين والتاريخ يشهد على ذلك.

 

توارتت الأجيال جيلا بعد جيل عقدة المغرب وجعلوها هدف يجب الوصول إليه من خلال الاطاحة به وتفكيكه، بل تدميره إن صح القول دون الأخذ بعين الاعتبار مواقفه الثابتة تجاهه ويده المبسوطة للتعاون المشترك الذي كانت ترفضه في كل مرة. منذ ذلك الوقت والجزائر في شد وجذب ومناورات تحت الطاولة مع أعداء الوطن لنسج مؤامرات رامية إلى تقسيمه الأمر الذي لم ولن يحصل، بل زاد إصرار المغرب على تشبته بوحدته وتطوره عن طريق نهج سياسات تنموية كبرى للنهوض بقطاعاته والالتزام بسياسة دبلوماسية نوعية مكنته من فرض نفسه بقوة بين الدول المتقدمة من خلال الاعتماد على الجدية والطموح كركيزتين للوصول إلى الاهداف المبتغاة وتطبيق الاستراتيجية المحكمة والرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

 

في كل خطوة يقدم عليها المغرب يخلق فيها الحدث ويفاجئ العالم بفضل الحنكة الدبلوماسية المغربية الهادفة إلى تحقيق التنمية الوطنية والإقليمية والقارية لجعل إفريقيا تندمج ضمن مخطط التنمية والتطور واستغلال الثروات التي تزخر بها. إلا أن الجزائر لم تكن طرف مساهم في هذه الثورة الانتقالية بل حاجز يحول بين ذلك بسبب مشاكلها السياسية تجاه المغرب الذي لم ينخرط يوما فيها ولو يعيرها أي انتباه، بينما كان في كل مناسبة يعرض عليها التعاون والتنمية المشتركة للمضي نحو التقدم  الأمر الذي ترفضه بقوة لسبب أو لآخر تعلمه هي فقط. ولا يتحمل المغرب نتائج تصرفاتها غير المسؤولة التي تضر بشعبها اولا وتساهم في زعزعة الاستقرار بالمنطقة ثانيا وذلك من خلال دعمها لحركات انفصالية إرهابية تهدد الأمن والسلامة والاستقرار الإفريقي.

 

زاد الوضع سوءً في الآونة الأخيرة بعدما أقدمت الجزائر على قطع جميع العلاقات الثنائية مع المغرب في صورة توضح موقفها المعادي للوحدة الترابية بطريقة غير مباشرة وذلك بدعمها لحركة “البوليساريو” الموكول لها مهمة التشويش على المغرب مقابل أموال طائلة الشيء الذي أثقل كاهل خزينة الجارة على مدى سنوات وتسبب في نتائج عكسية على تطور بلادها والمتضرر الأكبر هو الشعب الذي يتجرع مرارة نتائج صناع القرار في البلاد.

 

ليس غريب عن الجارة أن تخرج بقرارات غير مفهومة، ومحاولة إيجاد الفرص التي تمكنها من خلق صراعات أحادية لا تلعب المغرب فيها دور المشارك أو حتى المعني بالأمر لأن المغرب ببساطة لا يحتاج أن يبرر موقفه الراسخ تجاه قضيته الوطنية ولا أن يوضح تصرف طرف آخر يظهر الحقد والكراهية ويبين من خلال مواقفه غير المحسوبة أنه هو الخصم الوحيد تجاه قضية الصحراء المغربية والعنصر الرئيسي الذي يساهم في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة طبعا بمعية ميليشيات “البوليساريو”.

 

في هذا الصدد، أبرز المغرب سياسيته الرشيدة التي جعلت نجمه يلمع بين الدول وأكسبته ثقة واحترام كبيرين، إذ أصبح شريك استراتيجي مرموق ووجهة استثمارية تجذب أكبر رجال الأعمال في العالم. بالإضافة إلى صيته المدوي من خلال تحقيقه لنتائج مبهرة على جميع المستويات ولازال يطمح إلى المزيد متجاهلا أي استفزاز خارجي يرمي إلى المواجهة التي قد تكلف الخصم خسائر كبيرة لأن المغرب لن يسمح بمساس وحدته الترابية وعلى الجزائر أن تعي حجم مسؤولية أفعالها.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .