الجنس مقابل النجاح.. الجامعات المغربية تحت المجهر.

ياسين الرضواني

الجامعة.. بين حرمها و حرامها

قبل أشهر قليلة فقط، وجه أستاذ جامعي أمريكي كان يشتغل بجامعة “الأخوين” بإفران، شكاية إلى القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء، يتحدث فيها عن ظاهرة التحرش الجنسي والإكراه الذي يعم أرقى مؤسسة جامعية بالمغرب، والتي يتابع الدراسة بها أبناء الطبقة الثرية بالمغرب.
و من خلال شكايته تلك؛ أوضح أنه قدم استقالته وغادر مباشرة إلى باريس واصفا أجواء العمل داخل تلك الجامعة المغربية ب “السامة”، حيث تعاني الطالبات من التحرش والإعتداء الجنسي بكل أشكاله وأنواعه.
الشيء الذي تفاعلت معه القنصلية العامة للولايات المتحدة الأمريكية بالدار البيضاء بسرعة، حيث قامت بإرسال رسالة إلى إدارة جامعة الأخوين، تخبرهم فيها بأن الولايات المتحدة ستجمد المنح المالية التي كانت تستفيد منها الجامعة، وذلك لكون إدارتها لم تستطع احتواء وضعية التحرش الجنسي بمرافقها.
هي صدمة من الصدمات الكهربائية التي يرتعش معها العقل و يجعل الأسئلة تتراقص في الأذهان .. دعنا نزيل الصدمة عن واحد فيهم، حتى يثبت في مكانه، و نطرحه، من أجل إيجاد جواب :

إذا كان التحرش الجنسي يوجد بأرقى الجامعات بالمغرب، فماذا يدور في دوالب جامعات الطبقات الشعبية ذات الاستقطاب المفتوح ؟

الجسد مقابل النجاح..

في سنة 2017، أوقفت الشرطة المغربية أستاذ بالتعليم العالي متورط في فضيحة جنسية هزت جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان، بعد أسبوع من انفجار الفضيحة التي سببتها إحدى الطالبات التي نشرت محادثة الأستاذ مع زميلاتها.
عندها أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني في بلاغ عممته على الصحافة، أن “المشتبه فيه كان موضوع أمر قضائي يقضي بتوقيفه على خلفية الاشتباه في تورطه في ممارسة الضغط والابتزاز الجنسي على طالبات بكلية العلوم بتطوان، مقابل تمتيعهن بنقط تفضيلية”.
و في نفس السنة، كانت قد أفادت يومية “الصباح”، أن جمعية حقوقية حملت مسؤولية قضايا التحرش الجنسي بالطالبات، في شكاية لها، لأطر وأساتذة بجامعة القاضي عياض بمراكش، ذاكرة أسماءهم.
وطالب المركز الوطني لحقوق الإنسان وزارة التربية الوطنية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي بفتح تحقيق في هذه القضايا، خاصة أنه توصل في وقت سابق بشكايات وبيانات مواضيعها التحرش الجنسي وتزوير محاضر النقط بمقابل مادي لفائدة طلبة آخرين، أضافت ذات الصحيفة.
في هذا الصدد أفادت منظمة “transparancy” الدولية، في تقرير سبقت أن قدمته بعنوان “الرشوة الجنسية داخل الجامعة المغربية” أن الطالبات يتعرضن للتحرش الجنسي من طرف الأساتذة، خاصة خلال فترة الامتحانات، مقابل نيلهن نقطا عالية، أو عندما ترغب الطالبة مثلا في التسجيل في سلك الماستر، كما حدث بالضبط بجامعة الحسن الأول بسطات قبل يومين، حيث تسربت نسخ من محادثات جنسية بين الأستاذ والطالبات بعدما ضاع هاتف الأستاذ، ما فضح تلك الممارسات التي يقوم بها أساتذة محسوبون على الجامعة ما جعل وزير التربية والتكوين والتعليم العالي سعيد امزازي يأمر بفتح تحقيقات في هذه الاتهامات الموثقة بصور الهاتف في مواجهة أستاذ الكلية.

نفوذ الأستاذ.. دائما ؟

لطالما تحامل المجتمع على الأستاذ باعتباره الحيوان الآدمي الذي يرغب في استغلال الطالبات و ممارسة الجنس معهن، لإشباع رغباته الجنسية، غافلا طرفا أساسيا في الموضوع، ألا و هو الطالبة الراشدة التي تتقرب منه و تراوده عن نفسه، دون أن يستعصي، كونه لم يكن يوما ذلك الرسول الذي أخبروه أنه كاد أن يكونه.
حيث لا تقتصر النازلة فقط على الابتزاز الجنسي، بل تتضمن أيضا قصص طالبات فضلن الامتحان السريري على الأكاديمي، قصد بلوغ نجاح علمي بعيد تمام البعد عن العلم و الدين المبتعدان عن بعضهما سلفا، لكن على الرغم من ذلك، يبقى الأستاذ المسؤول الأول عن ذلك، بعدما اختار أن يبيع نقطه في مزاد الهوى، محدثا خللا في تكافؤ الفرص، بعدما جعل السرير مجال الاستحقاق. لكن بالفعل، فأيضا الطالبة التي تبيع جسدها مقابل النجاح، تبقى الشهادة الأكاديمية التي تحصلت عليها، في الحقيقة شهادة سريرية تعكس مؤهلاتها الجنسية لا المعرفية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)