الحركة الانتقالية…كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكمل الدور البشري لتحقيق العدالة؟

الحركة الانتقالية…كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكمل الدور البشري لتحقيق العدالة؟

 

 

 

شكلت موضوعات الحركة الانتقالية داخل الجهات و الأقاليم للعديد من الأطر و لا تزال هاجساً، هذه السنة، في ضل المتغيرات الحاصلة على مستوى البنية التحتية للمدارس (مدارس الريادة) و على مستوى بنية الأجيال الملتحقة بهيئة التدريس، أما على مستوى الحركات الانتقالية و ارتباطها بالتوظيف و مراجعات الأداء و التقييم فتبدوا للغالبية الساحقة ‘مُنفِّرة من حيث التفكير بها، لارتباطها بآلية التقييم العمودي من طرف المدراء و المفتشين، حيث يسود اتفاق صامت حول وجود محاباة و أشباح و ما الى ذلك من انتماءات سياسية و تفرغات نقابية، أصبحت اليوم تتقاسم أدوارها في التقييم و الأحقية مع التكنلوجيا الرقمية التي ولجت الميدان التعليمي قصد مزيد من الشفافية،

 

ارتباطا بهذا الموضوع الذي لاقى استحسان العديد من حيث آليات تدبيره، و كما صرح رئيس الحكومة في وقت سابق بأن الرقمنة هي آلية لمحاربة الفساد، لازال البعض يشكوا من اختلالات و عدم استفادته رغم أحقيته في الانتقال، في حين نهج البعض الآخر طرقا ملتوية كشفتها بعض الحوادث اللااخلاقية التي كشفت عن تزوير عقود بغية الالتحاق أو الزواج الأبيض وصولاً إلى تزوير شهادات طبية و حتى التفرغ النقابي (أشباح) النقابة.

 

الرقمنة من أجل الشفافية و تحقيق العدالة!

 

و لارتباط الموضوع بالتكلفة الاجتماعية لدى البعض، و الذي يفضل غالبيتهم عدن الإفصاح عن المشكل أمام غياب بيانات استطلاع الرأي لدى المعنيين “المدرسين” ما عدا بعض المجموعات على منصات التواصل التي تكشف حجم المشكل و تداعياته التي تصل حد التكلفة الاجتماعية و الشعور بالحيف..

 

و بغرض تحقيق نوع من العدالة في بيئة العمل، لن نقف عند حدود هذا الشعور بانعدام العدالة. أو المزايدة على المجهودات المبذولة في هذا الإتجاه من قبل الإدارة المركزية، بل إن الموضوع يفرض مجموعة من التساؤلات، أبرزها:

هل يفضل الموظفون الروبوتات على الرؤساء؟

 

في ورقة بحثية حديثة وجدت الأبحاث أن إدارة الموارد البشرية- استخدامها في الجدولة، وردود الفعل، ومراجعات الأداء ز التنقيط، وقرارات الترقية/التوظيف – يمكن أن تكون ” مُنفِّرة ” وتأتي بتكاليف اجتماعية في مكان العمل (هنا فائض / هنا خصاص ،هنا تفرغ نقابي). وعلى الرغم من ذلك، تشير استطلاعات الرأي للموظفين إلى أنهم وجدوا أن الخوارزميات أكثر عدالة من نظيراتها البشرية.

 

كما كشف استطلاع أجرته شركة “جارتنر” في يونيو 2024 لأكثر من 3300 موظف لديها أن 57٪ يعتقدون أن البشر أكثر تحيزًا من الذكاء الاصطناعي عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات التعويض.

 

كما كشف استطلاع رأي أجرته نفس الشركة في أكتوبر 2024 لنحو 3500 موظف أن 87٪ من الموظفين يعتقدون أن الخوارزميات يمكن أن تقدم ردود فعل أكثر عدالة من مديريهم في الوقت الحالي.

 

إن الموظفين يتبنون فكرة مفادها أن أدوات “الذكاء الاصطناعي” قادرة على زيادة العدالة في مكان العمل، وليس تآكلها، وتسليط الضوء على المساهمات التي قد يغفل عنها مديروهم في عمليات إدارة الأداء التقليدية.

 

هل ستتكلف التكنلوجيا مستقبلاً بأدوار الإدارة!؟

 

في غالب لن يحصل هذا الأمر، بل سيظل المديرون هم من يتخذ القرارات الكبرى، في حين يتولى الإنسان التحقق من توصيات الروبوتات وإثبات صحتها كما هو معمول به حاليا. ولكن بالنسبة للأنشطة اليومية مثل ردود الفعل على الأداء في اللحظة، و التي بدأت بعض آلياتها في كشف مردوديتها، فمن المرجح أن تتولى الروبوتات حصة متزايدة من مهام المديرين، وخاصة بالنسبة للعمل الذي يعتمد على الرقمنة، أو الذي يمكن قياسه بسهولة، أو الذي تدعمه أجهزة إنترنت الأشياء.

 

السؤال المطروح هنا هو:

هل يفضل الموظفون الروبوتات على المدراء؟

 

. الإجابة قد تكمن في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، اللذين بدأ يتقاسمان اليوم أدوار التقييم مع الأساليب التقليدية، بهدف تعزيز الشفافية وتقليص الفجوات.

 

ففي سياق الحركة الانتقالية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم حلاً عمليًا: نظام تقييم موحد يعتمد على بيانات دقيقة (مثل الأداء التدريسي، الحضور، المساهمات البيداغوجية)، بعيدًا عن التأثيرات الشخصية أو السياسية. هذا النظام قد يقلل من التكلفة الاجتماعية المرتبطة بالشعور بالظلم، ويعزز الشفافية التي يطالب بها المعلمون. لكن التحدي يكمن في جمع بيانات موثوقة من المعنيين أنفسهم، وهو ما يتطلب تعاونًا بين الجهات الرسمية والأطر التربوية لتصميم استطلاعات رأي شاملة ونزيهة.

منظور أوسع :

 

يبدو أن السؤال ليس “هل يفضل الموظفون الروبوتات على الرؤساء؟”، بل “كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكمل الدور البشري لتحقيق العدالة؟”. بالنسبة للأطر التربوية، قد تكون الإجابة في مزيج متوازن بين التقييم الآلي الشفاف والإشراف البشري العادل، لضمان بيئة عمل تحترم الكفاءة وتقلص الفوارق. إنها دعوة للتفكير في حلول مبتكرة، تجمع بين التكنولوجيا والإنسانية، لمواجهة تحديات ليست جديدة، لكنها تتطلب نظرة جديدة.

 

 

 

 

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .