الخليج على صفيح ساخن : هل نشهد خدعة القرن بين إسرائيل وإيران ؟

الخليج على صفيح ساخن: هل نشهد خدعة القرن
بين إسرائيل وإيران ؟

 

 

 

إعادة تفكيك العلاقة الغامضة بين إيران وإسرائيل في
ضوء مستجدات 2025

حاولنا في مقال سابق نُشر بتاريخ 31 يوليوز 2024، تفكيك بعض الخيوط الغامضة بخصوص العلاقة بين إيران وإسرائيل، وطرحنا فيه عدة تساؤلات حول حقيقة التحالفات، واغتيال إسماعيل هنية في طهران، وما إذا كانت عملية “طوفان الأقصى” مجرد خطوة نضالية أم جزء من مخطط أكبر.

 

️ لقراءة المقال الأول كاملًا، ستجدونه تحت عنوان: الأحداث المتوالية تشكك في العلاقة الحقيقية بين إسرائيل وإيران.

 

واليوم، بعد مرور قرابة عام على تلك الرؤية التحليلية، نرى كيف تتجلى تفاصيلها تدريجيًا على أرض الواقع، من خلال تصاعد التوترات في الخليج، وتعدد جبهات الحرب، وعودة مشهد الابتزاز السياسي والعسكري بأساليب أكثر تعقيدًا.

 

مسرحية كبرى في الخليج: تنكر القوى العظمى وسقوط الأقنعة

يرى البعض، من خلال تتبع الأحداث المتسارعة، تتضح ملامح مسرحية تنكرية تديرها القوى العظمى، هدفها زعزعة استقرار الخليج، ثم استكمال السيطرة على ما تبقى من الدول العربية المتهالكة.

 

ويرى آخرون أن التواطؤ بين بعض الدول العربية وتحالفها مع “العدو” تحت ذرائع واهية ساهم في تفكك الموقف العربي، وفتح شهية القوى الكبرى لابتلاع المنطقة. ويمكن اعتبار “طوفان الأقصى” نقلة نوعية جاءت كأداة لاختبار المواقف العربية تمهيدا لمخططات أكبر وجس نبض رد الفعل العربي: هل هناك من سيتحرك؟ هل ستطلق الأساطيل؟ أم أن الأمة وصلت إلى مرحلة الاحتضار وأصبحت لقمة جاهزة للابتلاع؟
الإجابة جاءت واضحة: لا رد، لا فعل… بل صمت رسمي مريب يخيم على أغلب هاته الدول.

 

وما زاد الطين بلة، هو زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، وخروجه بهدايا وأموال طائلة كرشوة مبطنة لضمان الحماية… لكن الرد جاء قاسيًا: خطة احتيالية لتفجير الخليج من الداخل، وإعادة فرض الحماية والاستعمار بطريقة مباشرة، عبر الحروب الاقتصادية والفتن الطائفية.

 

ما الذي ينتظر المنطقة؟ سيناريوهات محتملة بعد تفجر الصراع

دخلنا فعليًا مرحلة “الحرب المرنة” التي لا تُدار وفق قواعد تقليدية. بل باتت التحالفات مؤقتة ومخاتلة، تُبنى لتُهدم، وتحمل في طياتها مكرًا استراتيجيًا غير مسبوق. هذه أبرز السيناريوهات المحتملة:

 

1. الانفجار الشامل في الخليج

مع تصاعد الضربات المتبادلة وتورط واشنطن، قد نكون على أعتاب مواجهة مفتوحة في مياه الخليج، تُهدد بإغلاق مضيق هرمز ونسف استقرار الطاقة عالميًا. أما الأثر المحتمل سيكون شلل اقتصادي عالمي، وضغط هائل على الدول الخليجية بين واشنطن وطهران.

2. صفقة الكبار على حساب الصغار

تحت غطاء الحرب، قد تُعقد تفاهمات خفية بين إيران وإسرائيل بوساطة روسية أو صينية، تعيد رسم النفوذ في العراق واليمن ولبنان وسوريا. قد يكون الأثر المحتمل: تقسيم فعلي، وإنهاء الطموح العربي لأي سيادة إقليمية.

3. صعود محور المقاومة الحقيقي

إذا فشلت التسويات، قد نشهد تصعيدًا منسقًا بين فصائل المقاومة في غزة، لبنان، اليمن والعراق، بدعم شرقي (صيني-روسي)، ما قد يُغير موازين القوى. وسيكون الأثر المحتمل: حرب استنزاف طويلة الأمد تُعيد صياغة النظام الإقليمي. صحوة عالمية تحدث التغيير اليوم، يُطرح السؤال بشجاعة: هل نحن أمام عداء فعلي بين إيران وإسرائيل؟ أم أننا نشهد أكبر خدعة جيوسياسية يُعاد فيها توزيع الأدوار بثياب العداوة؟

 

فالدول العربية أمام مفترق خطير: إما أن تستفيق من حالة التبعية والتفكك وتعيد بناء استراتيجيتها بعيدًا عن التحالفات المهينة، أو أن تستمر في السقوط التدريجي نحو فوضى شاملة، تدفع فيها الشعوب ثمنًا باهظًا.

 

ما بعد السيطرة: حين تنقلب اللعبة على صُناعها

رغم أن المشهد الحالي يُدار بإحكام من قبل القوى العظمى، التي تسعى لإعادة تقسيم العالم، إلا أن تسارع الأحداث يُنذر بانفلات السيطرة من بين أيديها. فالعالم لا يسير دائمًا كما تشتهي أدواته، والمخططات مهما بدت متقنة، تبقى عرضة للانهيار عند أول صدمة مفاجئة أو تحالف غير محسوب.
إننا نقترب من لحظة اللاعودة؛ حيث قد تخسر هذه القوى الكبرى رهاناتها، أمام محاور مقاومة جديدة وتحالفات تتشكل في الظل، قد تغيّر ميزان القوة فجأة وتحسم الصراع لصالحها.
وقد يكون ما نراه الآن مجرد بداية لـ حروب من الجيل الثاني أو الثالث، قد تستمر لأعوام، ولن تُغلق صفحاتها إلا حين ينتهي الزمن الذي كُتب لها أن تعيش فيه.

 

هكذا يدخل العالم مرحلة “اللعب في المجهول”، وتُكسر أدوات الهندسة الجيوسياسية القديمة، ليفرض الواقع قوانينه، ويعيد تشكيل الأرض من جديد… لا كما خُطط لها، بل كما فُرض عليها بحقائق القوة والصبر والبصيرة. ويبقى السؤال مطروحًا:

 

فما السبب الحقيقي وراء كل هذه الحروب؟ أهي صراعات سياسية بحتة؟ أم أنها حروب عقائد ومذاهب متنكرة في أثواب الجيوسياسة؟

هل العالم مستعد فعلاً للحروب المقبلة التي ترسمها مخططاته الكبرى؟ أم أن هذه التحركات قد تخرج عن السيطرة، لندخل في حروب مستمرة لن تنتهي إلا بنهاية العالم؟

 

ما ورد في هذا المقال يُعبر عن قراءة تحليلية للأحداث استنادًا إلى المعطيات المتوفرة ولا يُمثل موقفًا عدائيًا تجاه أي طرف.

Share
  • Link copied
Comments ( 1 )
  1. Smail aneddache :

    مانشاهده اليوم هو تضارب المصالح وفرض الهيمنة من تجاه الدول القوية على حساب الدول الضعيفة وامتلاك أوراق الضغط على كل من يفكر في مواجهتهم

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .