الذكرى الـ69 لعودة المغفور له الملك محمد الخامس: ملحمة التحرير واستعادة الشرعية
يحيي الشعب المغربي يوم السبت 16 نونبر الذكرى الـ69 لعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى، في لحظة تاريخية مجيدة تخلد بطولة الشعب المغربي وتلاحمه مع العرش العلوي في مواجهة الاستعمار. هذه الذكرى ليست مجرد محطة للاحتفال، بل هي شهادة حية على مسيرة نضال أمة أبت إلا أن تستعيد حريتها وكرامتها.
في هذا الصدد، لقد كانت سنوات الاحتلال منذ 30 مارس 1912 مليئة بالتحديات، إلا أن الشعب المغربي بقيادة الملك الشرعي رفض الاستسلام للإرادة الاستعمارية. حيث تجلت أسمى قيم الوطنية حين ألقى المغفور له جلالة الملك محمد الخامس خطابه التاريخي في طنجة عام 1947، مؤكداً عزم المغاربة على نيل الاستقلال. الامر الذي لم يرضاه الاحتلال، فنفى السلطان وعائلته إلى كورسيكا ومدغشقر في محاولة لإخماد المقاومة.
وفي تطور مستمر، أثبت الشعب المغربي أن وحدته مع العرش أقوى من أي محاولات استعمارية، ما دفع إلى اندلاع الانتفاضات الشعبية وتصاعد المقاومة المسلحة بتنظيم محكم وضربات بطولية ضد المستعمر. ولعل ما ساهم في استعادة الشرعية هو التلاحم بين الملك والشعب حتى تحقق النصر بعودة محمد الخامس في 16 نونبر 1955، ليعلن نهاية عهد الاحتلال وبداية مرحلة الجهاد الأكبر لبناء الدولة المغربية المستقلة.
في سياق متصل، لم تتوقف مسيرة التحرير عند هذا الحد؛ فبقيادة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، استكملت المملكة وحدتها الترابية باسترجاع الأقاليم الجنوبية عبر المسيرة الخضراء. واليوم، في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يواصل المغرب تعزيز مكتسباته، سواء بالدفاع عن وحدته الترابية أو ببناء نموذج تنموي يضمن الكرامة والازدهار لكل المواطنين.
تظل هذه الذكرى بما تحمله من قيم التضحية والوطنية الصادقة شاهداً على أن المغرب، ملكاً وشعباً لا يقبل إلا أن يكون حراً، موحداً، ومستقلاً.
Comments ( 0 )