الرياضة و العدالة الاجتماعية ..شراكة استراتيجية تجمع “المغرب 2030” والمجلس الوطني لحقوق الإنسان

الرياضة و العدالة الاجتماعية ..شراكة استراتيجية تجمع “المغرب 2030” والمجلس الوطني لحقوق الإنسان

 

 

 

 

في خطوة تعكس التزام المغرب بجعل الرياضة أداة للتنمية البشرية والاجتماعية، وقع اليوم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومؤسسة “المغرب 2030″، فوزي لقجع، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، اتفاقية تعاون استراتيجية تهدف إلى تعزيز قيم حقوق الإنسان داخل المنظومة الرياضية الوطنية، خاصة في مجال كرة القدم.

 

جاء التوقيع على هامش ندوة دولية بعنوان “الرياضة كرافعة للنهوض بحقوق الإنسان: أي أثر على المجتمعات؟”، بحضور شخصيات بارزة مثل رئيس المحكمة الدستورية، محمد أمين بنعبد الله.

 

الشراكة جاءت لبناء جسر بين الرياضة والمواطنة في سياق الدينامية الجديدة التي يشهدها المغرب في تنظيم التظاهرات الكروية الكبرى، حيث لم تعد الرياضة مجرد لعبة أو تدريب، بل منظومة قيمية وتربوية لبناء شخصية الفرد وشحذ حس المسؤولية.

 

و من أبرز أهداف هذه الاتفاقية، تعزيز مبادئ المواطنة داخل المجال الرياضي، من خلال دمج احترام الحقوق الأساسية في برامج التكوين الرياضي. لأن الرياضة، كما أكدت الندوة، تعلم اللاعبين احترام القانون والحقوق، تعزيز العمل الجماعي، واحترام الآخر مع الاعتراف بالتنوع والتعايش السلمي.

 

في هذا الإطار، ستركز الشراكة على تطوير برامج تكوينية طويلة الأمد، تمتد لمدة 10 سنوات، تشمل الجوانب البدنية والتكتيكية والتقنية، مع دمج أبعاد حقوقية واضحة. كما سيتم تطوير قوانين اللعبة لمواكبة التغييرات المجتمعية، مثل استخدام تقنية الفار (VAR) لضمان العدالة والشفافية، ما سيجعل من الملعب نموذجاً حياً لاحترام الحقوق.

 

حلول مجتمعية من الرياضة:

 

تبرز هذه الشراكة كمثال ناجح على كيفية تحويل الرياضة إلى أداة لمواجهة التحديات الاجتماعية. كما أبرز ذلك المنتخب الوطني لكرة القدم، الذي يُعتبر نموذج أمة متحدة صغيرة، بعد ابرازه للتنوع الثقافي واللغوي للمغرب، وترويجه لقيم التعايش والاحترام المتبادل في المحافل الدولية.

 

ومن خلال هذه الشراكة دائماً، سيتم تعزيز دور الرياضة في مكافحة التمييز والعنف، وتشجيع مشاركة الشباب في برامج تربوية تعزز الوعي بحقوقهم، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً وعدالة.

 

أمينة بوعياش، في كلمتها أثناء الندوة، شددت على أن “الرياضة عامل محفز لتعزيز حقوق الإنسان”، مشيرة إلى نجاح المغرب في إدماج الرياضة ضمن استراتيجيته التنموية، لتصبح أداة للتقدم الاجتماعي والنمو الاقتصادي. أما فوزي لقجع، فقد أكد أن هذه الاتفاقية ستساهم في بناء لاعب محترف يجسد قيماً إنسانية، بعيداً عن الجوانب التنافسية فقط.

 

 

نحو تنمية مستدامةمع اقتراب أفق 2030، تمثل هذه الشراكة خطوة استراتيجية نحو جعل الرياضة رافعة للتنمية المستدامة، متسقة مع الرؤية الملكية التي جعلت من الرياضة إحدى أهم أوراق القوة الناعمة للمغرب. من خلال التعاون بين “المغرب 2030” والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، سيتم رصد ومنع أشكال التمييز والعنف في البيئة الرياضية، مما يضمن بيئة سليمة تعكس التزام المغرب بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

 

 

الصورة الأكبر:

 

هذه الشراكة ليست مجرد اتفاقية، بل دعوة للمجتمع الرياضي والمدني للانخراط في بناء مستقبل أفضل، حيث تكون الرياضة جسرًا للعدالة والتضامن. ومع استمرار مثل هذه المبادرات، يتجه المغرب نحو تحقيق أهدافه التنموية بقوة أكبر، مستلهماً شعار الندوة: الرياضة ليست لعبة، بل ثورة اجتماعية.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .