السكوت.. ليس دائمًا علامة الرضا

السكوت.. ليس دائمًا علامة الرضا

 

 

 

معظم المجتمعات العربية تستخدم عبارة “السكوت علامة الرضا” لتبرير الصمت كعلامة قبول أو خجل. في هذه اللحظات يكتفي الشخص بخفض رأسه أو الانحناء كدليل على رضاه دون الحاجة إلى التعبير بالكلمات. لكن هل السكوت دائمًا يعكس الرضا؟ الحقيقة أن الصمت في بعض الحالات قد يكون أقوى من أي رد لفظي، حيث يمكن أن يعبر عن رفض أو استنكار وأحيانًا تمرد على مواقف أو أشخاص.

 

من منا لم يمر بمواقف استدرجنا فيها أشخاص للاستفزاز بهدف اختبار ردود أفعالنا أو جرنا إلى مشادات كلامية؟ تلك اللحظات قد تحمل نوايا خبيثة، سواء لاختبار صبرنا أو للضغط علينا لتحقيق أهداف شخصية. في مثل هذه الحالات يصبح السكوت جوابًا أقوى من أي كلمة قد تقال. في الواقع هناك أشخاص لا يستحقون الرد، بل إن عدم الرد في حد ذاته هو أبلغ إجابة.

 

ولعل التجارب التي نمر بها في حياتنا تمنحنا القدرة على تمييز ما يستحق التفاعل وما لا يستحقه. و مع مرور الوقت نصبح أكثر نضجًا وأكثر قدرة على تقدير وقتنا وصحتنا النفسية. فالسكوت في هذه الحالة ليس علامة ضعف أو تجرد من المشاعر، بل هو علامة على الوعي بأهمية الحفاظ على هدوئنا وحكمتنا. قد يظن البعض أن السكوت يعكس البرود العاطفي، لكن الحقيقة أن السكوت هو قوة التوازن الداخلي في مواجهة التفاهات.

 

لا تدع المواقف التافهة تستهلكك و لا تكن لامبالي لدرجة أن تفقد تركيزك على ما هو أهم. استثمر وقتك في تطوير شخصيتك وفي التركيز على الإبداع وعلى ثقافة التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة. بهذا ستظل بعيدًا عن الانخراط في الدوامات السلبية التي من شأنها تحطيمك.

 

في النهاية، السكوت ليس دائمًا علامة الرضا. في كثير من الأحيان، يكون علامة استفهام أو تمرد على الأوضاع. لذا كن واسع النظر وسريع البديهة ولا تصدق كل ما تسمعه، فالحقيقة أعمق وأوضح من المظاهر.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .