السيد شكيب بن موسى “تحول التعليم، عامل حاسم في العقد الاجتماعي”
يعتبر شكيب بنموسى من أكفأ رجالات الدولة وأجدرهم بالثقة الذين يفتخر بهم المغرب، ومن الطبيعي تقلده لمناصب حساسة ومهمة للغاية في البلاد، فقد عهد إليه جلالة الملك محمد السادس بحقيبة الداخلية في حكومة إدريس جطو، كما عينه رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي سنة 2011 قبل أن يعينه سنة 2013 سفيرا للمغرب بفرنسا، قبل تكليف جلالة الملك له بمهمة تنفيذ النموذج التنموي الجديد بالمغرب.
علاوة على ذلك، لعب شكيب بن موسى أيضًا دورًا حاسمًا في جولات المفاوضات المباشرة حول الصحراء المغربية في أروقة الأمم المتحدة.
بتمكنه من التعامل مع كل القضايا التي توكل إليه، خاصة عندما كان رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.حيث كان حريصا على صياغة التقارير حول السياسات العمومية المغربية، التي كان يرفعها إلى جلالة الملك، بكل شفافية وجرأة، خاصة في ما يتصل منها بالجوانب التنموية. ومن ثم فليس من المستغرب أن يعينه جلالته على رأس اللجنة المكلفة بالنموذج التنموي الجديد، خاصة وأنه أشرف بنفسه على تصميم وتنفيذ النموذج التنموي في الأقاليم الجنوبية.
و لأن اختيار المترشحين لعضوية أكاديمية المملكة يكون بناءً على معايير التميز والاستحقاق. و اشتراط أن يتحلوا بخصال الوقار والاحترام، وأن يتمتعوا بالنزاهة الفكرية في مجالات تخصصهم ودوائر اهتمامهم، ألقى السيد شكيب بن موسى اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025 درسه حول التعليم أمام أعضاء أكاديمية المملكة.
بقلم السيد شكيب بن موسى المندوب السامي للتخطيط، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم الأولي والرياضة السابق.
السيد الأمين الدائم لأكاديمية المملكة
سيداتي وسادتي، أعضاء أكاديمية المملكة
اصحاب السعادة الحضور الكرام الأصدقاء الأعزاء
اتوجه بخالص الشكر لجلالة الملك على هذا الشرف الذي منحني إياه بتسميتي عضوا في هذه الأكاديمية المرموقة والذي يمنحني متعة مخاطبتكم اليوم. كل تقديري لهذا التجديد الأكاديمية المملكة من أجل جعلها منتدى حيا للنقاش والتبادل بما يتماشى مع مواضيع عصرها، راسخا في هوية المملكة المغربية. ومتفتحا على الكون شكرا لسي لا هجومري السكرتير الدائم الأكاديمية المملكة، كمحفز لهذه النهضة والمصورة التي رسمها في تقديمي والتي تعكس الاعتبار والتقدير المشترك
وأتوجه بالشكر إلى جلالة الملك حفظه الله على الثقة التي منحني إياها عدة مرات. ولولاها لما كانت هذه المسيرة المهنية غنية ومتنوعة إلى هذا الحد
اسمحوا لي أن اغتنم هذه الفرصة المهيبة لأقول شكرا جزيلاً لجميع أولئك، دون أن أذكر أسمائهم، الذين ألهموني، وشجعوني، ودعموني، أو رافقوني بلطف طوال هذه الرحلة
لقد قررت أن أخصص درس الافتتاح هذا التعليم، وهو موضوع عزيز على وهو في صميم تنمية بلادنا، والذي يمس الجوهر: المحور الرئيسي
التعليم هو في الوقت نفسه من نقل المعرفة إلى أطفالنا وفي تطوير المهارات المعرفية تعلم كيفية تنظيم المعلومات والابتكار، وإصدار الأحكام النقدية. وحل المشكلات، ومواصلة التعلم طوال الحياة والمهارات العاطفية والعلائقية على وجه الخصوص تدريب المواطنين الذين يتشاركون نفس القيم مع احترام التنوع)
يوفر التعليم وظيفة إعادة الإنتاج الثقافي والترسيخ فيما نحن عليه في هويتنا وتاريخنا، ووظيفة التحضير المستقبل أفضل والمهارات اللازمة لصباغته
إن تعقيد أنظمة التعليم ينشأ عن التفاعل القوي بين العديد من المكونات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، ومن تعدد الأطراف المعلبة التي لديها وجهات نظر مختلفة، ومن طبيعة التعليم ذاتها التي تتألف من العمل على الحاضر للتحضير المستقبل غير مؤكد، والاستفادة من ارث الماضي بنجاحاته وإخفاقاته.
إن الإجابات على التحديات المعقدة المتعلقة بالتعليم الجيد لا يمكن أن تكون تقنية
ومن المهم في هذه المرحلة التأكيد على قناعة شخصية اكتسبتها طوال تجربتي الميدانية في الخدمة العامة، والتي ستدعم هذا الدرس: إن الاجابات على التحديات المعقدة التي يفرضها التعليم الجيد لا يمكن أن تكون تقنية أن هذه الإجابات يمكن العثور عليها في التفاعلات الاجتماعية وتتطلب جعل التعليم الحيد للجميع مكونا أساسيا من العقد الاجتماعي
وفي هذا السياق، أتطرق إلى ما يساعد على تعزيز التحول الإيجابي في المنظومة التعليمية، وأؤكد على المكانة التي يجب أن تعطى الإدارة التغيير للانتقال من النوايا إلى النتائج الملموسة للمواطنين. لقد كان موضوع التحول في صميم مسيرتي المهنية، واستمد منه بعض عناصر التأمل، والتي يشرفني أن اشاركها معكم اليوم
أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي
أن بناء الدولة الاجتماعية يتوقف على تلبية التطلعات ذات الأولوية للمواطنين، وخاصة فيما يتعلق بالتعليم . ومن الثابت أن التعليم يساهم في تنمية الأفراد وتحقيق إمكاناتهم، ويعزز النمو الاقتصادي على المدى الطويل ويحفز الابتكار ويساهم في تحسين الدخول والحد من الفقر ويعزز المؤسسات ويعزز التماسك الاجتماعي
أن هذا الارتباط البنيوي بين التعليم والتنمية يوضح سبب تخصيص المجتمع الدولي للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للتعليم.
ما يقرب من 3 ملايين شاب معرضون لخطر أن يصبحوا بلا عمل أو تدريب خلال عقد من الزمان
ويقوم المغرب، من خلال المندوبية السامية للتخطيط والتقرير الوطني حول أهداف التنمية المستدامة، بقياس التقدم المحرز في مجال التعليم بشكل منتظم، مع ملاحظة تقدم ملحوظ في تمدرس الأطفال ولكن دون تحقيق النتائج المتوقعة على جودة التعلم وهذا على الرغم من تعبئة تمويل عام كبير. يضاف إلى ذلك عدد كبير من الطلاب TIMSS أو PISA PIRLS والدولية (2019) PNEA) ويتم تأكيد هذه الملاحظة من خلال التقييمات الوطنية الذين يتركون الدراسة قبل من السادسة عشرة. ويتسرب نحو 300 ألف منهم من المدارس كل عام على مدى أكثر من عقد من الزمان، أصبح ما يقرب من 3 ملايين شاب معرضين لخطر التحول إلى أشخاص لا يعملون ولا يحصلون على تعليم أو تدريب وتعاني المدارس العامة أيضا من أزمة خطيرة في الملاءمة ، لأنها لا تزود الأجيال الجديدة بما يكفي من القيم والمعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها للنمو في عالم اليوم المعقد، ناهيك عن عالم القد
وفي الوقت نفسه يتأثر مجتمعنا، مثل غيره من المجتمعات حول العالم، بالتحولات الجذرية الجارية، سواء كانت ديموغرافية أو تكنولوجية أو مناخية أو جيوسياسية. إن هذا السياق الجديد يتطلب إعادة تعريف العقد الاجتماعي الذي يسترشد بالشجاعة في الإصلاح للتحضير المستقبل أفضل، وبالثقة في انفسنا كمجموعة مكونة من أفراد مختلفين، وبإحساس المصلحة العامة والوحدة الوطنية، بما يتجاوز مصالح الجماعات والطبقات وضد الامتيازات التي تستبعد منها الأغلبية أو حالات الربح إن التحدي يتمثل في تلبية تطلعات المواطنين من خلال البناء مع جميع أصحاب المصلحة والنظر إلى ما هو أبعد من المدى القصير لوضع مصالح الأمة في المقام الأول، ومن خلال العقد الاجتماعي، يتعلق الأمر بالاعتراف بترابطنا المتبادل، والاستثمار اكثر في السلع المشتركة، ويشكل التعليم عنصرا أساسيا في هذا العقد الاجتماعي الجديد، ولكي يتمكن التعليم من القيام بدوره على أكمل وجه، فلا بد من إعادة التفكير في تصميمه ودوره وتنظيمه، ولكن أيضا في محتوى تعلمنا، كما ابرا تقرير اليونسكو لعام 2021 حول مستقبل التعليم
ان العقد الاجتماعي الجديد للتعليم يعني جهدا تبذله الأسرة والمجتمع، تبرزه المنفعة الجماعية ويتطلب هذا توفير التمويل العام الكافي والعادل للتعليم. والقدرة على دمج النسيج الاجتماعي بأكمله في المناقشات التي تهم الجميع بشكل أساسي
ومن بين العوامل المحددة التي يمكن أن توجه تطور هذا العقد الاجتماعي، سأذكر أربعة منها
ثقة المواطنين .
التنوع الاجتماعي في المدارس الحكومية .
الدعوة إلى تدخل القطاع الثالث الإدارة بعض مكونات المنظومة التربوية –
تجسيد المدرسة الحكومية الجديدة .
إن العامل الأول الذي يحدد التعليم ليكون عنصرا من عناصر العقد الاجتماعي الجديد هو استعادة ثقة المواطنين، وذلك بفضل الحكم الرشيد للنظام التعليمي
الثقة في جانب أساسي من جوانب التنمية والرفاهية العامة للأفراد والمجتمعات، وهي حجر الزاوية لمجتمع صحي ومزدهر وفعال، ويجب على الدولة أن تضمن إطارا للعمل بثقة ومسؤولية وفقا لقواعد واضحة تطبق على الجميع، وتعزيز سيادة القانون والحكم الرشيد والحريات هذه هي العقيدة الجديدة لدور الدولة كما ظهرت في إطار نموذج التنمية الجديد. إن هذه العقيدة توسع مجالات واستقلالية عمل الفاعلين، وتسمح لهم يتحمل المسؤولية. إن استقلالية اتخاذ القرار، وتعزيز الحريات، ووضوح القيادة، وإمكانية تتبع الإجراءات، يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع الواجبات المفترضة ومساءلة الجميع
الثقة تأتي من خلال الشفافية
ويتطلب بناء الثقة مزيجا دقيقا من تحسين تقديم الخدمات العامة وحوكمة تلك الخدمات أكدت دراسة حديثة حول الثقة في المؤسسات العمومية بالمغرب أن مصداقية المؤسسات العمومية ونزاهتها أهم من أدائها، وبعبارة أخرى، فإن الرضا عن جودة العمليات العامة مثل شفافية المعلومات وصنع القرار، أو مشاركة المواطنين في هذه العملية أو عدالة السياسات العامة وتقديم الخدمات يولد عائد ثقة أعلى من نتائج السياسات
ومن الجدير بالذكر أن ثقة المواطن، في حين تعتمد على إمكانية الوصول إلى التعليم وجودته، فإنها تعتمد بشكل أكبر على الشفافية في إدارة الموارد. ونزاهة أولئك الذين يقدمون هذه الخدمات والتزامهم بمعاملتهم بشكل عادل
نظام متعدد السرعات في التعليم
أما المجدد الثاني لهذا العقد الاجتماعي فهو جعل المدارس العامة بوتقة التنوع الاجتماعي
في المغرب، غادر أطفال الطبقة الغنية منذ فترة طويلة المدارس العامة من أجل التعليم الخاص المغربي أو الأجنبي، وتسعى الطبقة المتوسطة إلى القيام بنفس الشيء، عندما تسمح الظروف المادية بذلك، حتى لو أدى ذلك إلى الاستدانة. ويحمل هذا الاتجاه مخاطر مناصة في العيش المشترك والتماسك الاجتماعي، ويخلق نظاماً متعدد السرعات يتعارض مع هدف العدالة وتكافؤ الفرص لا يمكننا الحديث عن عقد اجتماعي حول التعليم إذا كان لكل شريحة من المجتمع نظامها الخاص على حساب ما هو منطقي معا، وحماية السلع المشتركة التي تسمح لنا ببناء مستقبل أفضل، وعليه، فإن العمل على تعزيز التنوع. الاجتماعي في المدارس العامة يشكل جزءاً أساسياً من عملية تحويل التعليم
وبما أن هناك إجماعاً على مجانية التعليم العام، فإن مسألة التنوع تتعلق أساساً بجودة المدارس العامة والتركيز على تنمية المهارات المختلفة لدى الأطفال ، ويتم تأكيد هذه النتيجة من خلال عمليات نقل تسجيل الأطفال من القطاع الخاص إلى القطاع العام، والتي توحظت على مستوى مدارس ما قبل المدرسة والمدارس الابتدائية العامة المسجلة في برنامج المدارس الرائدة
أما المحدد الثالث للعقد الاجتماعي حول التعليم فهو المكانة التي يجب أن تعطى للقطاع الثالث في إدارة بعض مكونات النظام التعليمي
ويعد القطاع العام، من خلال الدولة والسلطات المحلية، تقليديا هو المشغل الرئيسي للتعليم أن دورها حاسم في ضمان الحصول على تعليم جيد الجميع. الطلاب، بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية
تلعب المؤسسات الخاصة دوراً مكملاً للمدارس العامة، وعلى الرغم من أنها لا تضمن الوصول الشامل، إلا أنها غالباً ما ترتبط بالابتكار وتنويع الخدمات التعليمية
إلى جانب القطاعين العام والخاص يلعب القطاع الثالث المكون من المنظمات غير الحكومية والجمعيات والمؤسسات والمؤسسات الاجتماعية ، دوراً متزايداً في التعليم. وكثيراً ما تكون هذه المنظمات مدفوعة بأهداف اجتماعية أو تعليمية محددة، وتتدخل حيث لا يستطيع القطاع العام أو الخاص تلبية احتياجات معينة، كما أنها تتدخل بشكل أكثر فعالية في إدارة الصالح العام مثل التعليم وفي القامة علاقة ثقة وقرب مع جميع أصحاب المصلحة
ويمكن للقطاع الثالث، في إطار الشراكة، أن يجمع بين الدفاع عن المصلحة العامة من خلال ضمان الوصول إلى الخدمة العامة، وكفاءة القطاع الخاص. هذا هو النموذج المختار في بلادنا الإدارة فضول ما قبل المدرسة، التي تستقبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات، الإدارة مدرسة الفرصة الثانية أو التطوير الأنشطة اللامنهجية، في نهج “تعاقدي” ولكن أيضا لتطوير برامج تعليمية مبتكرة. إن تعزيز القطاع الثالث، كما يوصي به نموذج التنمية الجديد. يشكل في هذا الصدد رافعة قوية للتحول وبالتالي، فإنه يمكن أن يكمل القطاعين العام والخاص، ويسد الفجوات ويقدم الدعم للطلاب الأكثر ضعفاً مع توفير حلول مبتكرة وشاملة.
وأخيرا، لكي يتم ترسيخ هذا العقد الاجتماعي حول التعليم لا بد من تجسيد هذه المدرسة العمومية الجديدة وتحويلها إلى حلقة قوية في السلسلة التعليمية، وهذا هو معنى الإصلاح الذي ستقوم به بلادنا ابتداء من سنة 2022
توترتكز المدرسة الجديدة، كما حددها القانون الإطاري، على ثلاثة أسس
العدالة وتكافؤ الفرص .
الجودة للجميع تترجم من خلال إتقان أفضل للتعلم وملاءمة أكبر .
تعزيز الفرد والمجتمع فيما يتعلق بالتعلم مدى الحياة *
ويجب أن تجد هذه المفاهيم ترجمتها العملية من خلال ضمان أن تركز المدرسة على المتعلم وتقدم مجموعة متنوعة من مسارات التعلم وفقا لتطلعات المتعلمين وقدراتهم وإنجازاتهم
تشير التطورات الحديثة في علم الأعصاب إلى أن أكثر أساليب التعلم فعالية تركز على تحفيز الطفل منذ سن مبكرة للغاية لتشجيع الطفل على أن يكون نشطا وفضوليا ومنخرطا ومستقلا : تقدير الجهود وتعزيز التعلم من خلال ضمان ردود الفعل الايجابية والجودة من المعلمين
وقد دعمت هذه المبادئ التوجيهية العديد من المشاريع في صميم خارطة الطريق 2022-2026 المتعلقة بإصلاح انتظام التعليمي وخاصة تعميم التعليم ما قبل المدرسي عالي الجودة مع ممارسات التدريس المتينة وتجربة المدارس الرائدة التي أطلقت في عام 2023 والكليات الرائدة التي أطلقت في عام 2024 بأهداف ملموسة ومقامة لتحسين التعلم
لقد سهل استخدام التقنيات الجديدة تحقيق أهداف المدرسة الجديدة من خلال تخصيص التعلم، وجعل الدروس أكثر تفاعلية أو تحرير وقت التدريس
أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي
ولن يحقق هذا العقد الاجتماعي الجديد حول التعليم نتائج ملموسة للمواطنين إذا لم تتم معالجة مشاكل إدارة التغيير. ويمكن تفسير هذا الانهيار في الانتقال بين السياسة التعليمية والواقع على الأرض من خلال انتشار أسلوب إداري يركز على الوسائل وليس على النتائج، وفي غياب مؤشرات وأهداف واضحة تركز على الجودة، تصبح جهود الجهات الفاعلة متحيزة، وتتفاقم ظاهرة الانفصال هذه بسبب الإدارة المنعزلة العملية الإصلاح والتي لا تأخذ في الاعتبار الطبيعة النظامية التحول التعليم
ولا يقتصر التغيير على تحديد الممارسات والأدوات المناسبة ونشرها في جميع انحاء النظام التعليمي من خلال معايير ووصفات محددة. ويجب على الإصلاح أن يجمد القدرة على إعادة ربط السياسة التعليمية بواقع المؤسسات والفصول الدراسية من خلال العمل بشكل خاص على الممارسة الفعلية المعلمين
لا يمكن أن ينجح إصلاح التعليم دون مشاركة وتعبئة جميع الأطراف المعنية لتنفيذه، وهذا هو معنى الحوار البناء الذي ولد في أعقاب المشاورات من أجل مدرسة ذات جودة للجميع”، التي أجريت من مايو إلى يوليوز 2022 مع أكثر من 100 ألف من الفاعلين من جميع جهات المملكة، والتي أسفرت عن وضع و اعتماد خارطة الطريق 2022-2026، وهذا هو أيضا معنى الحوار الذي أجري في عامي 2022 2023 مع الشركاء الاجتماعيين، والذي أسفر عن الاتفاق على وضع جديد للمعلمين تم اعتماده في فبراير/ شباط 2024 بعد فترة طويلة من الإضراب التي سمحت لجميع الأطراف المعنية بالتقارب في النهاية نحو المعنى المعطى لخارطة الطريق
ولكن لكي ينجح التحول من المهم أن تدرك أنه عملية صارمة مقسمة إلى مراحل تعتمد على نتائج متتالية وتعديلات مستمرة. هذه العملية ليست خطية أينا
دعوني أراجع الخطوات الرئيسية في هذه العملية
الخطوة الأولى هي البدء بالتحول .
يتضمن التحول إرساء شعور بالإلحاح . وهذا يعني إجراء تقييم لا هوادة فيه الوضع، وتقييم المخاطر إذا لم يتم فعل أي شيء، لتبرير ضرورة خروج اصحاب المصلحة من منطقة الراحة الخاصة بهم
يتطلب التحول تطوير رؤية مشتركة تعتمد على التزام النساء والرجال في هذا المجال، روية طموحة ولكن واقعية وبسيطة قادرة على توجيه التعبير من خلال زرع الشعور لدى الجميع بأن عالماً أفضل في متناول اليد في متناول المغرب
يتطلب تحويل التعليم المنهجية. وهذا يعني اختيار أولوياتك ومعاركت بعناية، والثبات على المسار والمرونة والنشاط على طول الطريق، وتفضيل النهج المبني على التجريب والبيانات المثبتة حول تأثير ذلك على تعلم الطلاب الطريقة أيضا من خلال حشد قوة عمل مخصصة. وفي مجال التعليم، كان هذا هو السبب وراء إنشاء وحدة دعم الإصلاح، المكونة من أشخاص ملتزمين قادرين على بدء الحركة، وتعبئة مجموعة أولية من الفاعلين الميدانيين الراغبين في أن يكونوا جزءا من المغامرة، على أساس مبدأ التطوع ودعم ديناميكية التنفيذ على مستوى المدرسة
ان احداث التغيير يعتمد على عقلية أو حالة ذهنية تعزز الثقة. ولتحقيق هذه الغاية، من المهم أن يكون هناك تأثير مثالي على مستوى القيادة القدرة على الانخراط في عملية التعلم المستمر والاعتراف والتقدير والتشجيع والإلهام دون خوف من الفشل، والاسترشاد بقيم النزاهة والشفافية والالتزام غير الأناني تجاه الطلاب
الخطوة الثانية هي التنفيذ
لا توجد سياسة تعليمية جيدة إذا لم يمكن تنفيذها منذ البداية، يجب أن تكون مسؤولين أمام الجميع عن النتائج، وليس عن النوايا
لقد تمت ترجمة التزامات الخارطة الطريق إلى مشاريع ملموسة يمكن مراقبتها بالتفصيل حول ثلاثة محاور الطالب، المعلم المدرسة
تم تكييف المحتوى التعليمي مع واقع الأطفال وتعديله وفقا لمدى تقدمهم في التعلم. تم تدريب المعلمين وتحسين ظروف عملهم وتوفير الإشراف المحلي الداعم لهم من قبل مفتشي التعليم والحصول على التأثير الأمثل في الفصول الدراسية، تم تنفيذ النظام بأكمله في وقت واحد في كل المدارس التجريبية. ويشكل هذا التقارب الضروري بين التدابير في الزمان والمكان تحديا حقيقيا، وخاصة في الأنظمة التعليمية اللامركزية، ويتطلب اهتماما خاص بالتنفيذ والتفاصيل
تتطلب إدارة التغيير أيضا نهجا شاملاً قياس التأثير من خلال التقييمات الداخلية المنتظمة، التي يقوم بها المعلمون ويتم التحكم فيها عن طريق اخذ العينات من قبل طرف ثالث والتقييمات الخارجية، سواء على المستوى الوطني من خلال المجلس الأعلى للتربية والتكوين أو المرصد الوطني للتنمية وتم تقديم نتائجها في سبتمبر 2024 والهدف من هذه UM6P-JPAL البشرية، وعلى المستوى الدولي، من خلال دراسة أطلقت في سبتمبر 2023 مع التقييمات هو ضبط العمليات والتواصل بشفافية ، بما في ذلك بشأن المزالق، وقبل كل شيء الاستثمار في العلاقات الإنسانية، وخاصة في ظروف التبادل وردود الفعل ونشر الممارسات الجيدة من خلال أساليب التدريس والتدريب
الخطوة الثالثة هي التوسع والتأسيس .
كيف يمكننا الانتقال من تجربة تشمل عددا محدودا من المدارس والمعلمين والطلاب إلى توسيع نطاق البرنامج مع الحفاظ على الجودة والتأثير؟ كيف تنتقل من النهج الحرفي إلى النهج الصناعي دون أن تفقد الروح والإحساس بالعمل؟ وهنا يأتي دور العمل الدقيق في التوقع والتخطيط والتسلسل الإدراج جميع مشاريع النشر وتحديد العمليات الموثقة لتنظيم جميع المشاريع بسلاسة وكفاءة. عمل يتطلب ظهور قيادات جديدة قادرة على تنفيذ المشروع بطريقة الامركزية بنفس الحمض النووي، وذلك بمجرد تدريبهم وتزويدهم بالوسائل الكافية والمناصرة التي يقوم بها وكلاء التغيير الأوائل لتعبئة وتدريب متطوعين جدد التوسيع نطاق البرنامج
وبالإضافة إلى التحكم في تمديد البرنامج، فإن استدامته أصبحت موضع تساؤل أيضاً، ويفترض هذا أن تصبح المناهج الجديدة هي القاعدة، من خلال إضفاء الطابع المؤسسي عليها من خلال تعديل المنشورات والنصوص التنظيمية التي يجب أن تتم، وذلك بالتعاون مع كل الهيئات الاستشارية المقدمة لهذا. الغرض
وهناك رافعة أخرى يمكن أن تساعد في توسيع نطاق العمل وهي تعزيز الإدارة بناء على الطلب من جانب الآباء والمجتمع ومن خلال التواصل الفعال لنتائج المدارس الرائدة، وتوسيع قواعد الالتحاق بالمدارس من الممكن زيادة الطلب من جانب الآباء على تسجيل أبنائهم في المدارس الجيدة، ويؤدي هذا الارتفاع في الطلب إلى خلق ضغط إيجابي على نظام التعليم بحيث يتم تعديل العرض التعليمي العام في اتجاه توسيع البرنامج
الإصلاح ليس غاية في حد ذاته، وليس لحظة يتحول فيها النظام بأكمله إلى حالة جديدة الهدف النهائي هو ديناميكية التقدم
ان أي تحول في النظام التعليمي لا يمكن أن يكون دائما أو نهائيا، بل يجب أن يكون جزءا من ديناميكية حميدة من التعديلات المستمرة
ولتحقيق هذه الغاية، ومع تشجيع استخدام ممارسات التدريس المجربة من الضروري الحفاظ على حرية المبادرة وتشجيعها مما يسمح للمعلمين بتكييف مناهجهم مع السياق المحدد لكل طالب، ولكن أيضا حسب المكان والزمان إن تجربة الممارسات المبتكرة يمكن أن تنطوي في بعض الأحيان على تقنيات جديدة. كما يمكن التعبير عنها ببساطة من خلال اهتمام المعلم وتعاطفه مع طلابه (المعلم المهدم)
إن إنشاء صندوق الابتكار في التعليم كما هو مخطط له في خارطة الطريق 2022-2026 يمكن أن يساعد في دعم المشاريع المبتكرة التي يقودها المعلمون، مما يؤثر على جودة التدريس وأداء الطلاب، ومن ثم فإن التواصل وتبادل الممارسات المهنية بالاعتماد على الميسرين على مستوى منطقة تجمع المدارس أو في منتديات المعلمين بعد وسيلة قوية لنشر المعرفة
وفي ختام كلمتي، اسمحوا لي أن أذكر بأن التعليم حق من حقوق الإنسان ويشكل التنمية ، ولكن هذا الحق لا يمكن تحقيقه للجميع إلا بطريقة شاملة، مع الجودة والأهمية المطلوبة للمحتوى، بما يتماشى مع تحديات اليوم والغد إذا تم اعتباره عنصرا أساسيا في العقد الاجتماعي وإذا كانت إدارة التغيير في التعليم تجعل من الممكن مواءمة النوايا مع واقع تعلم الطلاب
إن العقد الاجتماعي حول التعليم يتطلب الاهتمام ببعض المبادئ الأساسية
ثقة المجتمع، وخاصة من خلال العمليات المشتركة والشفافة والعادلة –
التنوع الاجتماعي حتى تتمكن المدارس الحكومية من لعب دورها في تثقيف المواطنين وتوفير الحراك الاجتماعي .
دعوة القطاع الثالث إلى الجمع بين إدارة الصالح العام والمصلحة الجماعية، والكفاءة والالتزام بالنتائج
وأخيرا تعزيز مدرسة الغد، والاهتمام يضمان النقل الفعال للمعرفة الأساسية ومهارات الحياة منذ الطفولة المبكرة، وجعل التكنولوجيا حليفة المعلمين . الصالح الطلاب
إن تحويل التعليم سيظل مجرد لية بسيطة إذا لم يتم تجربتها في الفصول الدراسية وإذا لم يتم تنظيم تنفيذها الفعال من خلال نهج منظم ومنظم الإدارة التغيير
لقد قلتها في بداية حديثي، سر النجاح لا يكمن أبدا في الحلول التقنية، وإذا كانت الطريقة المتبعة، التي شرحتها للتي قادرة على مساعدة بلدنا في الحصول على نتائج أولية مشجعة، فذلك لأن النساء والرجال شرعوا في مسار وجدوا فيه معنى وهذا الالتزام أعاد تعريف روابط التعاون بين الفاعلين وخلق ديناميكية فاضلة للتحول، وهو في نهاية المطاف سبب العقد الاجتماعي.
Comments ( 0 )