سبق و أن حذر علماء مناخ حضروا لمؤتمر مراكش Cop 22 ،من أن جيلنا هو أول جيل سيشهد تغيرات مناخية ،و آخر جيل يمكنه التدخل للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.
و بالفعل فقد بدأت ظواهر طبيعية غير مسبوقة في الإنتشار عبر العالم ،كان أولها ألسنة النيران التي انتشرت بشكل مهول بأستراليا قبل عامين ،تلتها موجة الحر و الفيضانات اللتان ضربتا شبه القارة الهندية قبل عام.
ليصبح التطرف المناخي الذي يشهده العالم الآن ربما مجرد مقدمة لما سيواجهه الأجيال القادمة ، إن لم يتم التدخل عاجلا.
و كذلك الأمر بالنسبة لمنطقة حوض المتوسط ،و التي على ما يبدو أنها لن تسلم من هذه الكوارث التي بدأت تنتشر مؤخراً.
إذ اندلعت النيران يوم الثلاثاء 10 من الشهر الجاري بإحدى الواحات في إقليم زاكورة جنوب المغرب،ما تسبب في إتلاف 2500 نخلة مثمرة. .أما عن الجارة الشرقية الجزائر فقد أعلنت الدولة الحداد الوطني ،بعد الكارثة التي تعرضت لها وما خلفته الحرائق من خسائر مادية و ضحايا بشرية بلغت العشرات بتيزي وزو مروراً بالطارف و جيجل و بجاية و سكيكدة و بومرداس و عنابة و سطيف ،فيما لا تزال الحرائق منتشرة وسط دهول السكان، و عجز السلطات عن إخمادها ،فيما اندلعت بؤر جديدة من الحرائق بكل من قسنطينة و تيسة و سوق اهراس و تيبازة .
كما اشتعلت النيران أيضا في منتجعات تركيا شرق المتوسط والتي بلغ عددها 200 حريق، أتت على الغابات و المناطق السياحية ،والتي تمت السيطرة على أغلبها عدا منطقتي ميلاس و كويجيز .
فيما لم تسلم جارتها اليونان من الظاهرة المناخية، إذ اشتعلت جزيرة ايفيا و هي ثاني أكبر جزر اليونان ،و لازالت تواصل فرق الإطفاء إخماد الحرائق فيها، والتي وُصفت بغير المسبوقة كما أكد نائب عمدة الجزيرة ، الذي قال للصحافة أن الأوضاع جد صعبة بسبب ضعف الموارد ،مشيرا إلى أن النيران التهمت 35 ألف هكتار ،و دمرت مئات المنازل ،فضلا عن إخلاء عشرات القرى من سكانها.
أما غرب اليونان فقد اشتعلت النيران في غابات إيطاليا المطلة على البحر الادرياتيكي ،ما عجل بهرب مرتادي الشواطئ بعدما رصدوا أعمدة الدخان و ألسنة اللهب تتصاعد من غابات الصنوبر القريبة.
حرائق لم تمر عليها أسبوع حتى هرعت فرق الإنقاذ الإيطالية لشمال البلاد للتصدي للأمطار الغزيرة في ساوت ثيرول التي جرفتها سيول الفيضانات و الأنهار،ما تسبب في انهيارات أرضية ،كما عانى سكان من إقليم لومباردي من مستويات مياه مرتفعة و سيول من الطمي على طول بحيرة كومو ،ما دفع الشرطة لمطالبة الأهالي بالحذر و الاستعداد لفيضانات أخرى مرتقبة.
هذا في وقت لازالت فيه معدلات تاني أكسيد الكربون و الثلوث بجميع أنواعه يسجلان معدلات قياسية ،إضافة إلى اللامبالاة واستهتار الانسان بالبيئة وضعف حملات التوعية، حتى أن هناك بعض من الأشخاص ما زالو يرمون بأعقاب السجائر من سياراتهم المُلوثة، ضاربين بعرض الحائط هشاشة النظام البيئي.
Comments ( 0 )