الـ CNDH يوصيكم بحقوق أطفال زلزال الحوز
تضمنت خلاصات التقرير الخاص بحماية حقوق الطفل المرتبطة بسياق زلزال الحوز، التي كشف عنها المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمقره المركزي في مدينة الرباط اليوم، بعد زيارات ميدانية للمناطق المتضررة ولقاءات مع الساكنة المحلية وفعاليات المجتمع المدني، توصيات ذات بعد قانوني وإجرائي والتقائي خاص بالسياسات العمومية الموجهة للأطفال؛ وهي توصيات تتعلق بتعزيز الاستباقية والصمود في مواجهة الكوارث، فضلا عن تعزيز مبدأ مشاركة الأطفال وشروط بيئة رقمية تحد من آفة التضليل.
و اعتباراً لمهام المجلس و واختصاصاته المنصوص عليها بمقتضى القانون رقم 76.15. تأتي هذه الخلاصات تزامنا مع تخليد اليوم الوطني لحقوق الطفل، لتعزيز حقوق هذه الفئة بأبعادها الثلاثة، المعيارية و المسطرية و القيمية.
إذ سجل المجلس، ضمن تقريره، إيجابية التدابير المتخذة من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لضمان ولوج الأطفال في المناطق المتضررة إلى حقهم في التعليم؛ من خلال إنشاء قاعات دراسية، وتنقيل الأطفال إلى المؤسسات التعليمية التي لم تتأثر بنيتها التحتية بالزلزال، وتعزيز خلايا اليقظة، منوها في نفس الاطار بـمسارعة القوات المسلحة الملكية إلى تجهيز أقسام دراسية لضمان تدريس تلاميذ المناطق المتضررة، فضلا عن مختلف المبادرات المدنية والمجتمعية.
كما نبه المجلس إلى أن تنقيل الطفلات من أمزميز إلى مراكش لمتابعة الدراسة وبالرغم من كون هذا الاجراء يتيح لهن إمكانية متابعة الدراسة فإنه لا يعني إغفال المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتعزيز الجانب الوقائي.
مضيفا أن إشكالية الحماية في بعدها الوقائي تطرح مجموعة من التحديات، أهمها أنها لا تحظى بما يكفي من الاهتمام في السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة والمستهدفة للأطفال في وضعية هشاشة، خاصة بالنسبة للأطفال اللذين لم يشملهم الانتقال من المناطق المتضررة.
و خلصت التوصيات في هذا الشق إلى الحرص على التنسيق والتشاور عند الاقتضاء وفي الحالات القصوى مع الأطفال والأسر والنظم المحلية للرعاية من أجل توفير خدمات الدعم والمواكبة النفسية وسبل التبليغ لأطفال ضحايا الكوارث الطبيعية بشكل عام، فضلا عن وضع فعلية الانتهاكات والمخاطر المحتملة على الأطفال وحقوقهم في بعدها الوقائي.
و عن التواصل و الاعلام لفت المجلس انتباه السياسات العمومية إلى صعوبة وصول الأطفال بمناطق الزلزال الى معطيات تتعلق بالزلزال بشكل عام، وضع عززه وجود إشكالية أساسية تتعلق بندرة أو انعدام محتويات إخبارية خاصة بالأطفال تسهل ولوجهم إلى معلومات متناسبة مع نضجهم خلال الأسبوع الأول الذي تلا الزلزال.
مشيرا إلى أن صناع المحتوى ومهنيي الفضاء الرقمي لم يمنحوا الأطفال فرصة للتعبير عن احتياجاتهم والاستماع إلى آرائهم التي تتناسب مع وقع الزلزال وانعكاساته المحتملة على حقوقهم.
مقابل وجود ظواهر سلبية تتمثل في نشر صور الأطفال في المواقع الإخبارية الإلكترونية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، و هو وضع يؤثر على حماية حياتهم الخاصة، موردا أنه من خلال الرصد الذي تم القيام به تبين أن الأطفال شكلوا موضوعا لمحتوى كبير بالفضاء الرقمي، إذ كانت صورهم حاضرة عبر عينة الرصد التي أنجزها المجلس.
و لم يفت المجلس التنويه في المقابل بالعديد من المبادرات الرقمية التي انتبهت لاحتياجات الأطفال الخاصة وألحت على الاهتمام بها، في سياق الهبة التضامنية وتشجيع المتضامنين على تشييد أماكن خاصة بهم واصطحاب مساعدين اجتماعيين ومتطوعين، مقابل إغفال هذا الفضاء الرقمي لحق الأطفال في المشاركة وحقهم في التعبير؛ الأمر الذي كرس نمطية النظر إلى هؤلاء الأطفال كمواضيع اشتغال أو تصوير وليسوا فاعلين رئيسيين وأصحاب حقوق.
كاشف أن عملية الرصد مكنت من اكتشاف كافة الجرائد والمقالات الصحافية التي لم تمنح الفرصة للأطفال للتعبير عن آرائهم والاستماع إليهم، في وقت وصل عدد المقالات التي سلطت الضوء على قضايا الطفولة إلى 20 في المائة فقط من إجمالي المقالات التي جرى رصدها.
كما جدد التقرير التأكيد على توصية سابقة لآليته الوطنية للتظلم الخاصة بالأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الأطفال بجعل الأطفال والتفاعل معهم ومع قضاياهم في قلب النظم والسياسات الإعلامية والصحافية بالمغرب، موضحا أن الفضاء الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي تعد واحدة من المنصات الكفيلة بالاستماع إلى آراء الأطفال وإيلاء ما يستحق من اعتبار لوجهات نظرهم.
Comments ( 0 )