الكُره …ما خفي منه و السر وراء شعورنا به
يا للعجب! يا للكراهية المتفشية! فأنا، مثلاً، أكره أن يضعوا السكر في قهوتي، وأكره أن يرنّ هاتفي قبل التاسعة صباحاً ا، وأكره… حسنًا، القائمة تطول! حتى صديقتي تكره العلاقة القوية و زميلتي تكره تغيير المبادئ و إزالة غطاء الشعر للارتقاء في مسارها المهني، مديري يكره كثرة السؤال، لكن هل نحن حقًا نُدرك عمق هذه المشاعر السلبية التي تُشبه زوبعة في فنجان، أم أننا نُطلق لفظ “الكراهية” كطلقات نار عشوائية على كل ما يُزعجنا، من مدراء متعجرفين إلى أيام أصبحت فيها الأسعار كأفران جهنم؟ دعونا إذًا، بروح رياضية، نحفر عميقًا في أعماق هذه العاطفة الغامضة لنفهم لماذا نكره ما نكره، قبل أن نكره أنفسنا على كراهيتنا!
حقيقته؟
الكره ليس شعورًا، بل استجابة لشعور سلبي عادة ما يكون واحدا من هذه” الخوف – الغضب – القلق”. فلو رجعت إلى قائمتك من المكروهات، سوف تجد مبعثها واحدا من هذه المشاعر السلبي، فإذا غضبت على حافلة مثلا، لأنها دائما.. زحمة عند المحطة، سوف يتحول غضبك منها إلى كره لها، كلما سبب لك شئ قلقا، يزداد كرهك له.
تبعاته؟
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين “يكرهون بزيادة” يعانون من مستويات عالية في التوتر والقلق، والمشاكل الصحية، هذا على الصعيد الفردي، أما على الصعيد المجتمعي فيسبب توترا اجتماعيا، بل قد يتحول إلى حرب أهلية.
التغلب عليه؟
الوعي:
بأن الكره ليس شعورا، بل استجابة، ومن المهم اختيار الاستجابة الصحيحة.
مقاومة التصورات النمطية السلبية:
فكثير من مشاعر الكره تجاه المجموعات العرقية والدينية، مبنية على تصورات خاطئة عنهم.
التعاطف:
تصورنا للظروف التي يمر بها الآخرون، تجعلنا أقرب لفهمهم.
أنشطة بديلة:
ممارسات مثل الرياضة، القراءة، سماع الموسيقى الروحية تخفف من الاحتقان الداخلي، مثلا زحمة الطريق تكون أخف، إذا عندك شيء حلو تستمع له كـ “الثلاثية المقدسة” .
الحوار البناء:
مع الأشخاص المختلفين.
المختلفين لأننا الآن بصدد البحث عن أسباب تعثر الحوار مع المقربين!
منظور أوسع:
الكره عادة، مثل بقية العادات، يمكن تغييرها.
Comments ( 0 )