المركز المغربي للدراسات و الابحاث في حقوق الانسان و الاعلام : جسر للابتكار والتعاون في عصر التكنولوجيا المتقدمة

المركز المغربي للدراسات و الابحاث في حقوق الانسان و الاعلام : جسر للابتكار والتعاون في عصر التكنولوجيا المتقدمة

 

 

 

في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، يبرز الإعلام كفاعل أساسي في بناء جسور التواصل والتعاون، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

 

يُظهر المركز المغربي للدراسات والبحوث في حقوق الإنسان والإعلام، من خلال نشاطاته الأخيرة، نموذجًا حيًا لدور الإعلام في تعزيز الحوار البناء والابتكار. فقد قاد المركز وفدًا رفيع المستوى إلى إسبانيا، حيث أجرى لقاءات ثنائية مع فاعلين بارزين، مثل مؤسسة “ماشادو” المهتمة بالحوار والعيش المشترك، وجامعة إشبيلية لاستكشاف فرص التعاون الأكاديمي والثقافي.

 

هذه الخطوات تؤكد قدرة الإعلام على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، مما يفتح آفاقًا جديدة للإعلام المغربي ليصبح منصة للابتكار والتأثير في المستقبل القريب والمتوسط.

 

العالم حالياً يشهد ثورة تكنولوجية تتمحور حول الجيل الخامس (5G)، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، واستشراف ملامح الجيل السادس (6G). وفي هذا السياق، ينبغي للإعلام المغربي أن يتبنى دورًا استباقيًا في رصد هذه التحولات ونقلها للجمهور بطريقة مبسطة وموضوعية. حيث يمكن للإعلام تسليط الضوء على الملتقيات الدولية، مثل الملتقى الحالي بالجارة إسبانيا الذي يجمع 87 متحدثًا من مختلف القارات، ويضم 40% من النساء، لمناقشة تطبيقات التكنولوجيا في البحث العلمي، البيئة، والتنمية المستدامة. من خلال تغطية هذه الأحداث، يستطيع الإعلام المغربي إلهام الشباب وتشجيعهم على الانخراط في مجالات الابتكار، مع إبراز الدور المتزايد للمرأة في القطاعات التكنولوجية.

 

مع التطور السريع للتكنولوجيا، تبرز تحديات أخلاقية وقانونية معقدة، مثل حماية البيانات، مكافحة الجرائم السيبرانية، وضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية. هنا، يمكن للإعلام المغربي أن يلعب دورًا رياديًا في فتح نقاشات مجتمعية حول هذه القضايا، مستلهمًا من الملتقيات الدولية التي تجمع أكثر من 70 جهة فاعلة، بما في ذلك شركات الاتصالات، الجامعات، ومراكز الأبحاث. من خلال إنتاج تقارير استقصائية، برامج حوارية، ومقالات تحليلية، يستطيع الإعلام توعية المواطنين بالتحديات والفرص، مع الدعوة إلى إطار تشريعي يواكب هذا التطور.

 

فالإعلام محفز للتعاون الدولي، حيث اظهر لقاءات المركز المغربي مع مؤسسات إسبانية كيف يمكن للإعلام أن يكون قناة للتعاون الدولي. في المستقبل، ينبغي للإعلام المغربي تعزيز هذا الدور من خلال إبراز قصص النجاح في الشراكات الأكاديمية والثقافية، وتشجيع المبادرات التي تربط المغرب بمراكز الابتكار العالمية. على سبيل المثال، يمكن للإعلام إنتاج محتوى يسلط الضوء على كيفية استفادة المغرب من الخبرات الأوروبية والآسيوية في مجال الاتصالات، مما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للتكنولوجيا.

 

لتحقيق هذه الأدوار، يتعين على الإعلام المغربي تطوير قدراته في عدة محاور:

التخصص: إنشاء أقسام متخصصة في التكنولوجيا والابتكار داخل المؤسسات الإعلامية.

التدريب: تكوين الصحفيين على تغطية المواضيع التقنية المعقدة بأسلوب يناسب قدرة الجمهور العام على الاستيعاب و الفهم.

الشراكات: بناء تحالفات مع مراكز الأبحاث والجامعات لتوفير محتوى غني وموثوق.

التفاعل الرقمي: الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي لنشر محتوى تفاعلي يشرح التطورات التكنولوجية.

 

منظور أوسع:

 

يحمل الإعلام المغربي إمكانيات هائلة ليكون محركًا للابتكار والتعاون في عصر التكنولوجيا المتقدمة. من خلال رصد التحولات، تعزيز الحوار الأخلاقي، وتسليط الضوء على الشراكات الدولية، يمكن للإعلام أن يسهم في بناء مجتمع المعرفة. إن تبني نهج صحافة الحلول، كما يظهر في مبادرات المركز المغربي للدراسات والبحوث، سيجعل الإعلام المغربي ليس فقط مرآة للواقع، بل أداة لتشكيل مستقبل أكثر وضوحا ..تقدمًا وترابطًا.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .