الملك محمد السادس يستقبل ماكرون في الرباط لتدشين مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية
استقبل جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم الاثنين 28 أكتوبر 2024، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمطار الرباط سلا، بحضور ولي العهد الأمير الحسن وعدد من المسؤولين والأمراء، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية رغم التوترات السابقة بين البلدين.
شارك في زيارة ماكرون إلى المغرب وفد رفيع المستوى يضم تسعة وزراء فرنسيين، أبرزهم وزير الداخلية برونو ريتايو الذي من المتوقع أن تثير تصريحاته حول ملف الهجرة اهتماماً كبيراً، ووزراء من قطاعات الاقتصاد، التعليم، والثقافة، من بينهم رشيدة داتي ذات الأصول المغربية.
كما أسفرت هذه الزيارة عن توقيع اتفاقيات استثمارية بين المغرب وفرنسا بقيمة تناهز 10 مليارات يورو، تشمل قطاعات متعددة من النقل السككي إلى الطاقة والهيدروجين الأخضر وصناعة الطيران. ومن المقرر أيضًا أن تساهم الشركات الفرنسية مثل ألستوم وإيجيس، في تطوير الخط الفائق السرعة من طنجة إلى مراكش ومن المتوقع أن تدخل شركة ألستوم في مفاوضات لتزويد المشروع بـ 12 إلى 18 عربة قطار.
تأتي هذه الزيارة في ظل توترات مستمرة منذ سبتمبر 2022، عندما شددت فرنسا شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة وهو ما اعتبرته الرباط تعسفاً. ولكن عقب تعيين المغرب سميرة سيطايل سفيرة جديدة لدى باريس في أكتوبر 2023، بدأت العلاقات تتجه نحو الانفراج مع توقعات بتطورات إيجابية إثر زيارة ماكرون.
كما تأمل الرباط في أن يسهم التعاون الفرنسي المتجدد في تطوير قطاع الطاقات المتجددة، خاصة في مناطق تزخر بموارد الطاقة الشمسية والرياح والفوسفاط. في المقابل، تسعى فرنسا للحفاظ على شراكتها الرئيسية مع المغرب وخاصة في مشروع القطار السريع بين طنجة وأكادير، والذي شهد بدوره اهتماماً كبيراً منذ تدشين الجزء الأول سنة 2018 بحضور الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي ماكرون.
رغم التوترات السابقة، جاءت رسالة ماكرون الأخيرة إلى الملك محمد السادس في يوليو 2024، ليؤكد دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد لحل النزاع حول الصحراء المغربية. فهل ستؤدي هذه التوجهات الجديدة إلى استعادة الثقة بين البلدين وتأسيس مرحلة جديدة من التعاون؟ هذا ماستثبته المرحلة القادمة.
Comments ( 0 )