المملكة المغربية وما بعد التطبيع الإسرائيلي
في سياق التوترات الجيوسياسية، تعمل المملكة المغربية وإسرائيل على تعزيز تعاونهما العسكري، الذي بدأ خلال تطبيع العلاقات بينهما في شثنبر 2020. ويتجسد مشروع إنشاء مصنع الطائرات العسكرية المسيرة الإسرائيلية على الأراضي المملكة المغربية يلقي بثماره مع بدء أعمال البناء.
وينبع هذا التعاون من بروتوكول التعاون الأمني الذي تم توقيعه في نوفمبر 2021، خلال الزيارة التاريخية لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس. وتتولى شركة “بلو بيرد أيرو سيستمز”، الإسرائيلية الرائدة في الصناعات العسكرية، قيادة هذا المشروع الذي أُعلن عنه في أبريل 2024. مما يعكس التقارب المفاجئ بين البلدين، لم يكن الكثيرون أو البعض من الناس يتوقعونه نظراً للتوتر الذي طبع العلاقات الدبلوماسية بينهما في الماضي، والذي كان يصل إلى حد القطيعة.
الطموحات الاستراتيجية بين الدولتين
رغم الوضع في غزة ومذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحق القادة الإسرائيليين، يواصل المغرب تعاونه مع إسرائيل، وهو ما أثار بعض الانتقادات، حتى داخل البلاد. وسيعمل المصنع بإنتاج طائرات بدون طيار للسوق المحلية وتصديرها إلى أفريقيا، في إطار طموح المملكة المغربية لتطوير صناعته العسكرية.
وترافق هذه المبادرة استثماراتكبيرة أخرى، مثل الشراكة مع الشركة الهندية “تاتا أدفانسد سيستمز ليمتد” (TASL ) لتصنيع المركبات القتالية، بالإضافة إلى اقتناء قمر صناعي تجسسي إسرائيلي بقيمة مليار دولار.مشروع كبير قد يأخذ المغرب إلى بعد آخر.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي للنفقات العسكرية
ويلقي هذا الإنفاق العسكري بثقله على الاقتصاد للملكة المغربية، في حين تواجه المملكة معدل بطالة قياسيا يبلغ 21% خلال هده السنة 2024. وتثير هذه السياسة التسلحية تساؤلات حول التوازن بين الطموحات العسكرية والتنمية الاجتماعية، حيث قد يشعر جزء من الشعب المغربي، على المدى الطويل، بالحرمان أمام التوسع المتزايد في التقنيات الموجهة لخدمة الجيش الملكي المغربي.
Comments ( 0 )