المهرجان الخطابي التضامني مع الشعب الفلسطيني بحضور شخصيات بارزة

المهرجان الخطابي التضامني مع الشعب الفلسطيني بحضور شخصيات بارزة

 

نظم حزب العدالة والتنمية مهرجاناً خطابياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت شعار “كلنا غزة: أوقفوا العدوان…ارفعوا الحصار” يوم الأحد 19 نوفمبر 2023 بمسرح محمد الخامس بالرباط.

 

شارك في هذه التظاهرة الجماهيرية كل من الأستاذ عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والأستاذ جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين بالرباط. بالإضافة إلى مشاركة كل من الأستاذ مولاي محمد الخليفة قيادي سابق بحزب الإستقلال والأستاذ نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فيما تعذر حضور الأستاذة نبيلة منيب نائب الأمين العام للحزب الإشتراكي الموحد لظروف شخصية، كما عرف المهرجان حضور فعاليات المجتمع المدني والأطر القانونية والأكاديمية أيضا.


ألقى سفير دولة فلسطين بالرباط السيد جمال الشوبكي كلمته بعد التوجه بالتحية إلى جميع الأساتذة المشاركين وكذا الحضور في هذه الأمسية، أشار بدوره إلى حقيقة التضامن الفعلي للمغاربة مع إخوانهم في فلسطين، حيث قال إن هتافة المحتجين “المغرب وفلسطين شعب واحد لا شعبين” سمعها اكثر من مرة في مظاهرات مليونية بالرباط، وفي البرلمان بغرفتيه حين وقفوا جميعا يرددون هذا الشعار عندما اتخذ ترامب قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

واصل السيد سفير فلسطين حديثه قائلا أن جميع القرارات التاريخية التي كانت لصالح فلسطين صدرت من المغرب كالإعتراف بمنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني،وتشكيل منظمة التعاون الإسلامي وغيرها… بل جميع القرارات المهمة كانت تنبع من المغرب البعيد جغرافيا والقريب من فلسطين بمشاعره الصادقه ومواقفه الراسخة، فهو شريك لفلسطين في القدس وخير دليل حارة المغاربة التي دمرها الإحتلال سنة 1967 من أجل أن ينهي ويقطع هذه العلاقة لكنها موجودة ومتجدرة يصعب عليه بثرها.


في نفس السياق قال المتحدث أن الشعب الفلسطيني ينظر للمغرب وللمغاربة قاطبة نظره احترام ويتطلع لصوتهم على أن يكون عاليا ليصل إلى كل العالم، و نريد أن يصل صوت المغرب لكل العالم للمطالبة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، لاسيما أن أمريكا هي التي تحتل فلسطين و أعطت الضوء الأخضر لهذا العدوان المجرم وليس غريبا عليها فهي كانت منحازة لإسرائيل منذ القدم لكن هذه المرة هي شريكة في الحرب وتدعم إسرائيل بالمال والأسلحة والحماية بكل ما أوتيت من قوة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

ولعل عملية “طوفان الأقصى” التي كانت في 7 أكتوبر أظهرت التحالف الغربي الأمريكي مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأبي الذي لا يملك أسلحة متقدمة مثلهم، لكن يملك العزيمة والإرادة والشجاعة التي يفتقرون إليها أعدائهم. إن القدس يعاني بكل ما فيه ويتكالب عليه الأعداء بهدف هدمه وبناء الهيكل كما يزعمون، لكن المقاومة تدافع على أراضيها ومقدساتها في وجه الإحتلال بشتى السبل حتى تنتصر ويهزم الجمع، واختتم كلمته بما قال محمود درويش في حق فلسطين.

توج الأستاذ امحمد الخليفة مداخلته بالحديث عن القضية الفلسطينية وما قامت به المقاومة من إنجازات، أحيت الأمل في النفوس، وكرست الروح الوطنية الصادقة وأحيت وروح الإسلام الذي يجمعنا، كما دعى لإسقاط التطبيع.

ذكر الأستاذ من خلال حديثه أن غزة شهدت ملاحم كبرى على مر التاريخ قبل أن يكون الإحتلال ولن تكون إلا كما كانت مقبرة لغزاتها، وما يحدث اليوم قلب موازين كل شيء. حيث خلقت غزة الحدث و حققت المجد بمقاومتها وبكل أبنائها وهذا حتما سيخلده التاريخ، و بفضل عملية 7 أكتوبر أصبح أبناؤنا وأحفادنا يعرفون القضية الفلسطينية عن ظهر قلب وهي خلاصات خالدة. كما ذكر مجموعة من المحطات التاريخية التي تؤرخ الحروب التي طالت فلسطين وكان لحديثه وقع في نفوس الحضور الذي ساير كل كلمة ألقاها الأستاذ الخليفة بآذان صاغية ولقيت مداخلته القيمة لنصرة القضية الفلسطينية تفاعل كبير من قبل الجمهور.

استلم الأستاذ نبيل بنعبد الله الكلمة بتوجيه الشكر لحزب العدالة والتنمية على المبادرة ذات الرمزية القوية و تقدم بالشكر الموصول للسيد عبد الإله ابن كيران على الدعوة الكريمة وإلى باقي الأساتذة الأفاضل، حيث وصف اللحظات العصيبة التي تمر على الشعب الفلسطيني بداية وعلينا جميعا بالنكبة على حد تعبيره،  وقال “ما نشعر به من آلام إزاء ما يتعرض له هذا الشعب المقاوم لحظيا من قتل جماعي يفوق طاقتنا على التحمل ولا يقدر اي أحد منا على تتبع المشاهد التي نراها على مختلف القنوات التلفزيونية وعلى مستوى مختلف المواقع الاجتماعية لاننا امام هجوم وحشي يستهدف الشعب الفلسطيني” لاسيما أن هذه الحرب استخدمت فيها كل الوسائل المتاحة حتى الأسلحة المحرمة دوليا.


إن الحرب التي يشنها العدوان الإسرائيلي على المدنيين بفلسطين خلفت آلاف الشهداء أغلبهم نساء وأطفال،ناهيك عن القصف المكثف والمتواصل في كل من غزة وجنين، قصد تحقيق إبادة جماعية للعرق الفلسطيني الحر و تهجير الباقي من أراضيهم وبالتالي احتلال فلسطين كاملة.

وأشار الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية إلى الجهود المكثفة التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية الحرة للدفاع عن أراضيها المحتلة في وجه العدوان الإسرائيلي الهمجي التي نجحت وردعت جيش الإحتلال في مجموعة من المعارك البرية التي كانت هي الفائزة فيها، رغم أنها لا تتوفر على أسلحة متطورة مثلهم ومع ذلك نجحت في الغزو النفسي لجيوش الإحتلال وزرع الرهبة والخوف بين صفوفهم.

ودافع الأستاذ نبيل بن عبد الله عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يعاني من من القصف المستمر والوحشي في ظل تكالب الغرب وأمريكا عليهم، حيث وصف ممارسات الكيان الإسرائيلي من حيث طبيعتها وفضاعتها بجرائم الفاشية والنازية، من خلال فرض الكيان الصهيوني الحصار الشامل على غزة لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا أدوية …واستهداف المدنيين،  كما دعى إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ورفع الحصار على غزة ووقف اطلاق النار كأبسط ما يمكن تقديمه.

 

كما عرف هذا المهرجان الخطابي التضامني حضور المنشد يحيى حوى كيف شرف أهدى للجمهور في مسرح محمد الخامس بالرباط أنشودته الجديدة حصريا رددها ومع عموم الجمهور خاصة لفلسطين، و أنشودة  “يا غزة الجبارة” التي لقيت ترحيب كبير في جو يغلب عليه الطابع الفلسطيني والمشاعر الفياضة حبا واحتراما وتقديرا للشعب الفلسطيني الشقيق.

و أعرب السيد ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن دعمه للقضية الفلسطينية، وأكد على أن الشعب المغربي وحزبه لن يكون مع التطبيع، ونريد أن نرى الشعب الفلسطيني موحدا، وأردف حديثة قائلا بأن حماس ليست حركة إرهابية بل هي مقاومة فلسطينية تدافع عن أراضيها المحتلة وهي الخط الأمامي للدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية بدلا عن الدول العربية، واعتبرها رأس حربة الأمة العربية والإسلامية.

ذكر  السيد ابن كيران مجموعة من المحطات التاريخية التي كان فيها المغرب يساند فلسطين، ولم يتخلى عنها لأنها قضية واحدة يجب على جميع المسلمين نصرها، و أشار إلى أن خطة إسرائيل ليست احتلال فلسطين أو هي هدفها الوحيد. بل كل الدول العربية مستهدفة حينما يأتي دورها، و بمجرد إسقاط فلسطين سيكون سهلا عليها الوصول حتى إلى الحرمين الشريفين كما يزعمون أن لهم فيها حق يجب أن يستخلصوه.

بالمقابل، استنكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين وشعبها الأعزل الذي لا يحمل سوى الروح والشجاعة والنضال من أجل حريته، فيما اعتبر عملية “طوفان الاقصى” التي كانت في7 أكتوبر مفاجئة أبانت على هشاشة الكيان المحتل الذي يختبئ وراء أسلحته المتطورة التي لم تنجح في إسقاط المقاومة الفلسطينية الباسلة، التي زرعت الرعب والإختلال بين صفوف جيش الإحتلال وأفقدت شعبه الثقه في حكومته لسنوات قادمة، بل هزمت أمريكا وفوقها إسرائيل ومعهم الغرب وهذا ما لن ينساه أعداء فلسطين ولا التاريخ حتى وإن أخفوه سيتداول من جيل لجيل وستنتصر فلسطين وستهزم إسرائيل.

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .