الناس تسأل عن البركة أمام وفرة المنتوج
الإسراف من السلوكيات السلبية لما يعود به على الفرد والمجتمع من خسارة، حيث يُسبّب ضياع الكثير من الموارد، وحرمان شريحة كبيرة الناس في حقهم الطبيعي في الكثير من الأشياء.
فالإنسان لو طاوع نفسه في تعاطي الشهوات والتهام ما حلا من المطاعم وما مر وما برد منها وما حر وطاوع نفسه باستياء اللذة إلى أقصى حد لكانت عاقبة أمره شقاء ووبالاً، ليرجع بعدها و يسأل عن البركة.
ورد في الآية الكريمة {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} وهي قاعدة ذهبية في الطهي و الاستهلاك.
الإسراف أيضا يمكن أن يكون مؤشراً على مشكلات نفسية مثل الإفراط في الإستهلاك و الأكل كوسيلة للهروب من الضغوط.
الله عز وجل أنعم علينا نعماً عظيمة كثيرة وتفضل علينا بخيرات وفيرة، لنشكر حق الشكر، وذلك بالمحافظة على تلك النعم وعدم استخدامها بشكل فيه إسراف أو تبذير.
لأن شريعتنا الغرَّاء جاءت لتُهذب حياةَ المؤمن لتشمل تفاصيلَها “المهمة” و تبعده عن البؤس، ومن وصايا نبيِّنا الكريم ﷺ: “كُلُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ”.
فالنبي صلى الله عليه وسلم علّمنا الاعتدال في كل أمور حياتنا. {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.فهذه الآية تذكر في جميع الحالات بأهمية التخطيط المالي الجيد وتجنب الإسراف لضمان الاستقرار المالي.
و لأن تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم تحثنا على العيش ببساطة وتجنب التبذير، فالراحة و رضا الإنسان لا يتحققان الا بمشاركة النعم مع المحتاجين.
تعلمنا الآيات القرآنية وصايا النبي صلى الله عليه وسلم و هما مرشد الإنسان المعتدل في كل الظروف أن الاعتدال هو مفتاح الحياة السعيدة. و هذا المبدأ يمكن أن يُطبق في التعليم أيضاً، حيث نُعلم الأطفال كيف يكونون معتدلين في دراستهم وحياتهم اليومية،
لأن الإسلام الحنيف لم يُحرم زينةَ الحياة الدنيا والطيبات من الرزقِ، وإنما حرم الاعتداء والطغيان والإسراف والتبذير في الاستمتاع بها.
الإسراف يشمل كل تجاوز في الأمر وقد جاء في القرآن الكريم على معانٍ متقاربة ترجع جميعها إلى الأصل اللغوي وهو التجاوز في الحد.
الصورة الأكبر
كل شئ زاد عن حده انقلب الى ضده. و الإنسان المعتدل تكفيه البركة و هي شاملة لكل النعم إذا علمنا أن عدم الرضا هي حالة مرضية في علم النفس و مرتبطة بالإنسان، في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} فأخبر تعالى أن الإنسان خلق على هذه الصفة، وأن من كان على غيرها، فلأجل ما زكاه الله به من فضله وإحسانه.
Comments ( 0 )