النشاط الاقتصادي بإقليم شيشاوة: مزوضة نهوض من تحت أنقاض الزلزال

النشاط الاقتصادي بإقليم شيشاوة: مزوضة نهوض من تحت أنقاض الزلزال

 

 

 

شهدت مزوضة مركز جماعة مزوضةَ القروية التابعة لإقليم شيشاوة بجهة مراكش آسفي، بعد زلزال الحوز المدمر الذي ضرب المنطقة، انتعاشًا اقتصاديًا ملحوظًا، وقف عليه فريق المنظور لمعاينة الجهود الحكومية، بعد سماعنا بالعزيمة القوية للمجتمع المجتمع المحلي بالمنطقة. فمن خلال جولتنا على الدواوير المنتشرة وسط منحدرات الجبال الفريدة التي تؤثت المنظر الطبيعي لمركز الجماعة سبت امزوضة(آيت كضيض) التي صادفت تجمع السوق السبوعي، أظهرت الحركة النشيطة لسكان المنطقة،مدى تجاوزهم لآثار الكارثة، حركة التجارة هنا تعطي انطباعا أوليا عن استمرارية رحلة إعادة البناء والنهوض من جديد، لإعادة الحياة إلى قطاعاتها الاقتصادية الرئيسية التي تعتمد على الزراعة و صناعة الفخار و بعض الانشطة التجارية التي ساهمت في انتعاشتها إعادة شق الطرق.

و لأن إحياء الزراعة التي تعتبر رئة الإقليم و عصب النشاط الاقتصادي للمنطقة رافق فريق المنظور بريس شركةFCES MAROC المختصة في تثبيت الألواح الشمسية، للاطلاع على تطور بعض الاستغلاليات الزراعية التي تعتمد على الطاقات المتجددة لاستخراج مياه السقي.

 

و لأن المنطقة تضررت بشدة جراء الزلزال الذي ضرب المباني التقليدية على سفوح جبال مزوضة، عرقل لبضع اشهر النشاط الزراعي للمنطقة . إلا أن الجهود الحكومية المبذولة في توفير البذور والأسمدة حسب تصريحات فلاحي المنطقة ، ساعد إلى جانب الدعم المالي المقدم للفلاحين في الانفتاح على تنويع مصادر الطاقة المتوفرة، يقول سي الحسن صاحب استغلالية فلاحية خلال دردشة على جانب اشغال تثبيت الألواح الشمسية أنها ساهمت بشكل كبير في استعادة الإنتاج الزراعي. كما لعبت التعاونيات الفلاحية دورًا محوريًا في تنظيم جهودنا وتنسيق عملية إعادة تنويع شركائنا. الملاحظ اليوم أن عودة الإنتاج الزراعي، ساهمت فيه أيضا شبكة الطرق التي عززت من التعريف بالمنطقة. مع التركيز على المحاصيل التقليدية التي تشتهر بها المنطقة، وهذا ما عزز من فرص عمل الشباب هنا، حيث لا افكار متداولة بينهم عن هجرة المنطقة التي زادت من جاذبيتها بسبب استقرار الوضع الاقتصادي الذي ينتعش بتطوير صناعات الفخار الذي تشتهر به منطقة مزوضة وطنيا.

تراثٌ يتجدد..

 

تُعرف شيشاوة عند العموم بصناعة الفخار التقليدية، والتي تُعد مصدر دخل مهم لكثير من للعائلات. وقد عانت هذه الصناعة من خسائر فادحة بسبب الزلزال. لكن بفضل دعم الحكومة في إعادة بناء الورشات الفخارية و توفير الافرنة الغازية و مهارة الصناع، بدأت هذه الصناعة في استعادة زخمها. كما ساهمت ورشات التدريب المهني في تطوير مهارات الحرفيين وتحديث تقنياتهم، مما يضمن جودة المنتجات وزيادة تنافسيتها في السوق الوطني.

هذا و لم تقتصر جهود إعادة الإعمار على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتدت لتشمل الجانب الاجتماعي. حيث تسهم منظمات المجتمع المدني، على رغم مؤخادتنا لبعض التجاوزات التي عرقلت انطلاقة النقل المدرسي، إلا أن الجهود الحكومية، في إعادة بناء البنية التحتية الاجتماعية، كالمساجد والمدارس والمراكز الصحية. أسهم بشكل كبير في استقرار حياة السكان، وخلق بيئة اجتماعية محفزة على العمل والإنتاج. كما ساهمت هذه الجهود في تعزيز التماسك الاجتماعي، وتعزيز روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع. و هو ما شهدناه بالفعل عند قبولنا حضور حفل على شرف مولود جديد لدى إحدى العائلات البسيطة حيث امتزجت أحاديث التفاؤل والأمل بالمستقبل الذي اختار له سكان مزوضة أن يكون على أساسات التماسك الاجتماعي و الحفاظ على التراث المحلي لقبائل إقليم شيشاوة.

 

 

منظور أوسع

 

تُظهر تجربة إقليم شيشاوة على العموم بعد الزلزال، قدرة المجتمع المغربي على مواجهة الصدمات الكبرى، وإعادة بناء نفسه من جديد. فقد أثبتت جهود الحكومة، إلى جانب عزيمة المجتمع المحلي، أن الإرادة القوية والتخطيط السليم يُمكنان من تجاوز التحديات وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي، مُعيدين الحياة إلى المنطقة و مُحافظين على تراثها الغني. يبقى التحدي مستمرًا لضمان استدامة هذا النهوض، وتعزيز قدرات المنطقة على مواجهة الصعاب مستقبلاً. خاصة و أن المنطقة لها من المؤهلات السياحية, ما لا يتوفر بمناطق أخرى من المغرب الكبير، مؤهلات تستحق الاستكشاف.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)