الوباء القادم..
هل لاحظت كيف يقضي بعض الناس وقتًا طويلًا على هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر؟ يقول البعض إن هذا يجعلهم أقل تواصلًا مع أصدقائهم وعائلاتهم في الحياة الواقعية. يشبه الأمر أنهم يلعبون لعبة ممتعة جدًا، لكنهم ينسون اللعب مع أصدقائهم الحقيقيين! هل تعتقد أن الهواتف هي المشكلة، أم أن الطريقة التي نستخدمها بها هي المشكلة؟
مواقع التواصل الاجتماعي لا تحمل من اسمها اي نصيب!
ربما نحتاج جميعًا إلى تذكير أنفسنا بأهمية اللعب مع الأصدقاء والتحدث مع العائلة بدل إطفاء الأضواء و استراق النظر على من يطرق الباب لصلة الارحام و احياء الصدقات.
الوباء القادم:
الانعزال والوحدة!
لورا مارسيانو، هي باحثة في جامعة هارفارد اختارت أن توفر جزءا من حياتها لمجتمعها، أجرت مقابلات مع 500 مراهق في إطار دراسة مستمرة تبحث في العلاقة بين التكنولوجيا والشعور بالوحدة، وتوصلت إلى أن 50% منهم لم يتحدث مع أي شخص في الساعة الأخيرة، سواء بشكل شخصي أو عبر الإنترنت. ومقارنةً بما كان عليه الحال قبل 20عامًا؛ يقضي الأمريكيون اليوم وقتًا أطول في العزلة، ولديهم صداقات أقل، ويشعرون بانفصال اجتماعي أكبر عن مجتمعاتهم، وهذا ما صنفه الجراح العام للولايات المتحدة، الدكتور “فيفيك مورثي” بـ”الوحدة” كوباء في نهاية عام 2024.
هل المشكل في التكنولوجيا نفسها أو في طريقة استخدامها؟
في انتظار أن يفتح لنا الباب للاستطلاع سندلكم أمام أحد الاستطلاعات التي أشار 73% من المشاركين فيه إلى أن التكنولوجيا تُعد من العوامل الرئيسة التي تسهم في الوحدة والانعزال،
بالمقابل العلماء كانوا واضحين أكثر: لا يوجد دليل قوي على أن التكنولوجيا تجعل الناس يشعرون بالوحدة بشكل مباشر؛ فالكثير من الأشخاص الاجتماعيين والأصحاء يستخدمون التكنولوجيا بكثرة.
لكن إجماع العلماء لا يعني النفي الكلي للارتباط بين العزلة والتكنولوجيا، هذا الربط يكمن في أن الذين صرحوا بشعورهم بالوحدة يستخدمون التكنولوجيا بطرق غير صحية، مثل: الوقوع في فخ المقارنة والرسائل المكتوبة التي تقتل التواصل الحقيقي والصادق.
بصدق!
اين الحل؟
من منظور أوسع و كما أشرنا إلى ذلك في مقالات سابقة ،هي موجة الصدق لا محالة,بكل بساطة يكمن الحل في الصدق مع أنفسنا، فالصدق حبيب الله, كذلك التعامل بشكل صحي مع التكنولوجيا ووسائل التواصل، فلا يمكن أن نعتمد التواصل النصي بشكل كلي بدلاً من التواصل الحقيقي، ولا يمكن أن نكرّس أنفسنا لمتابعة حياة الآخرين الشخصية التي لا تظهر بشكل حقيقي على مواقع التواصل بدلاً من البحث عن محتوى مفيد يدعم صحتنا النفسية.
الصورة الأكبر:
أثبتت دراسة حديثة حول مجتمعنا أن نصفه يعاني من أزمة نفسية تتمضهر ربما بطرق لا نستطيع إدراكها حتى الآن، لكن على العموم فقد أصبحت المظاهر فضّاحة أكثر من التمظهرات الكذابة.
Comments ( 0 )