اليوتيوب : من “أنا في حديقة الحيوان” إلى “الاستيلاء على دور التلفزيون”

اليوتيوب : من “أنا في حديقة الحيوان” إلى “الاستيلاء على دور التلفزيون”

” أنا في حديقة الحيوان” كانت هذه الجملة اول عنوان لأول مقطع فيديو تم عرضه على منصة يوتيوب التي تأسست في فبراير من عام 2005 لتبدأ من بعده قصة نجاح هائلة جعلت من اليوتيوب في قلوب وأجهزة الناس للتعبير و المشاهدة.

قد يعتقد البعض أن منصة يوتيوب تقتصر على تقديم مقاطع فيديو قصيرة ومحتوى ترفيهي بسيط، لكن هذا التصور لم يعد يعكس الواقع بشكل كامل. فقد تطورت يوتيوب لتصبح فضاءً واسعًا يحتضن أنواعًا متعددة من المحتوى، مما يجعلها جاذبة لشرائح متنوعة من المستخدمين والجمهور. فهي تضم اليوم كل شيء، بدءًا من البودكاستات التي تتناول مواضيع ثقافية وفكرية، وصولاً إلى بث المهرجانات الموسيقية التي تجذب عشاق الفن، إلى جانب تغطية الأحداث الرياضية الكبرى التي تستقطب المتابعين المتحمسين. ولم تقتصر أهميتها على التنوع فقط، بل أصبحت يوتيوب قوة رئيسية في عالم الإعلام والترفيه، وذلك بفضل قدرتها على تعزيز التفاعل المستمر بين صناع المحتوى والجمهور، وتقديمها لمحتوى غني ومتنوع يلبي اهتمامات مختلفة، فضلاً عن توفيرها فرصًا حقيقية للمبدعين لتطوير مشاريعهم الشخصية وتحويلها إلى استثمارات ناجحة. ومع ذلك، يبقى من الضروري وضع حدود واضحة للتعبير على هذه المنصة، بحيث لا يتحول التنوع إلى فوضى، أو يُستغل الحرية في السب والقذف، أو يُساء استخدامها في نشر التفاهة بدلاً من المحتوى الهادف، لضمان بقائها فضاءً إبداعيًا ومؤثرًا.

مليار ساعة مشاهدة على التلفزيون!

كيف أصبح يوتيوب هو التلفزيون الجديد؟

ببساطة: يشاهد الناس يوميًا أكثر من مليار ساعة من محتوى يوتيوب عبر أجهزة التلفاز الخاصة بهم، كما أن المدير التنفيذي ليوتيوب، نيل موهان، أوضح أن أجهزة التلفاز أصبحت الآن الجهاز الأساسي الذي يستخدمه المشاهدون في الولايات المتحدة لمشاهدة محتوى يوتيوب. هذا التحول بدأ بشكل أكبر خلال جائحة كورونا، واستمر هذا في هذا الاتجاه حتى أصبح يوتيوب الآن هو أكثر منصة مشاهدة للبث المباشر، متفوقًا حتى على منصات مثل نتفليكس؛ فهو يقدم محتوى يلبي احتياجات الجميع، من السياسيين الذين يبثون الحملات الانتخابية، إلى عشاق الرياضة والموسيقى الذين يبحثون عن تغطية فورية.

مستقبل يوتيوب؟

لتحسين تجربة المستخدم سواء كان من صانعي المحتوى أو مشاهدي المنصة؛ من المتوقع أن يستثمر يوتيوب في تطوير أدوات جديدة؛ فالذكاء الاصطناعي – على سبيل المثال – يُعد أداة مهمة لمساعدة المبدعين في تطوير الأفكار والعناوين، إلى جانب الأدوات التي تسهم في المزيد من التخصيص أثناء البحث عن البودكاست.