انخفاض طوعي في إنتاج النفط في 8 دول كبرى
على الرغم من ازدهار الطاقات المتجددة والالتزامات المناخية الدولية، يحتفظ النفط بمكانته المركزية في الاقتصاد العالمي.حيث لاتزال قطاعات النقل والبتروكيماويات والصناعة التحويلية تعتمد بشكل كبير على هذه الموارد الأحفورية. إن الطلب المتزايد من الاقتصادات الناشئة، وخاصة في آسيا، بالإضافة إلى الاحتياجات المستمرة للدول الصناعية، حيث يضمن النفط دورًا رائدًا في مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة. ويؤثر هذا الواقع الاقتصادي بشكل مباشر على استراتيجيات الدول المنتجة الرئيسية.
تنسيق معزز بين كبار المنتجين
أعلنت مجموعة من ثماني دول رئيسية كبرى في تحالف “أوبك+” عن قرار استراتيجي مهم يتمثل في الحفاظ على خفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية سنة 2024. تقود هذه المبادرة كل من المملكة العربية السعودية وروسيا، وتشمل أيضًا العراق، والإمارات العربية المتحدة، الكويت، كازاخستان،بالإضافة للجزائر، وعمان. يجدد هؤلاء البلدان بذلك التزاماتهم التي تم اتخاذها في أبريل ونوفمبر 2023، مما يظهر تماسكًا ملحوظًا في نهجهم تجاه سوق النفط. وستشرف لجنة المراقبة الوزارية المشتركة (JMMC) على التطبيق الصارم لهذه الإجراأت، كما أكدت في اجتماعها الثالث والخمسين في 3 أبريل 2024.
التحديات الاقتصادية والجيوسياسية
ويوضح هذا القرار الجماعي رغبة الدول المنتجة للنفط في الحفاظ على نفوذها في الأسواق العالمية. ومن خلال التحكم في العرض، تسعى هذه الدول إلى تثبيت الأسعار عند مستويات تراها مرضية لاقتصاداتها. كما تكشف هذه الاستراتيجية عن تزايد الترابط بين أعضاء تحالف “أوبك+” في مواجهة تحديات سوق النفط العالمية. ويعكس تنسيق سياساتهم الإنتاجية رؤية مشتركة حول التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المرتبطة بالهيدروكربونات، في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة تحولات عميقة.
تعليقات ( 0 )