انضمام هاتين الدولتين الأفريقيتين رسميا إلى التحالف ل “BRICS”
كان اليوم الأول من سنة 2024 نقطة تحول هامة لمجموعة بريكس، المعروفة بجمع خمسة من أقوى الاقتصادات الناشئة: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وسيظل هذا التاريخ محفورا في سجلات التاريخ، حيث انضمت خمس دول جديدة رسميًا إلى هذا الدائرة المحددة: مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.ويُظهر هذا التوسع، الذي تم الإعلان عنه خلال القمة الخامسة عشرة لبريكس في جوهانسبرج في غشت 2023، ويشهد على الرغبة المشتركة في تعزيزالتعاون بين بلدان الجنوب وتقديم بديل للقيادة الغربية في الشؤون العالمية.
وهذه الدول الخمسة الجديدة ليست أطرافًا إقليمية عادية. تلعب كل منها دورًا كبيرًا في مجالها الاقتصادي والسياسي على حد سواء. على سبيل المثال، قد أقامت مصر، باعتبارها أكبر اقتصاد في شمال أفريقيا، شراكة استراتيجية مع الصين في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، مما يعزز علاقاتها الاقتصادية مع قوة عالمية.
ومن جانبها، تعتبر إثيوبيا ثاني أكبر اقتصاد في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا ونموذجا للتنمية للقارة بأكملها. ومن جانبها فإن إيران، التي تتمتع بموارد طاقة هائلة ونفوذ ثقافي وديني، تؤكد نفسها باعتبارها قوة إقليمية في الشرق الأوسط.
دخول المملكة العربية السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم وقائد للعالم العربي، إلى جانب دخول دولة الإمارات العربية المتحدة، المركز الرائد في مجال الابتكار وتنويع الاقتصاد، يعززان بشكل إضافي التمثيلية والنطاق الجغرافي لمجموعة البريكس.
ومع هؤلاء الأعضاء الخمسة الجدد، ستغطي البريكس ما يقرب من 35% من مساحة اليابسة في العالم وتضم 48% من سكان العالم. وسوف يمثل ناتجها المحلي الإجمالي الاسمي مجتمعة نحو 37% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، في حين سيصل الناتج المحلي الإجمالي بالقوة الشرائية إلى ما يقرب من 43% من الإجمالي العالمي. وستتجاوز الاحتياطيات النقدية المشتركة للدول العشر حوالي 6.5 تريليون دولار أمريكي (في سنة 2018).
تطور الظهور الأولي لمفهوم الدول الناشئة الكبار (BRICS) كمفهوم للاستثمار الأجنبي تدريجياً إلى منظمة حكومية دولية أكثر انسجامًا. ويتجلى هذا التحول من خلال إنشاء مؤسسات مشتركة مثل بنك التنمية لدول البريكس، وآلية الاحتياطي التكميلي لدول البريكس، ونظام الدفع لدول البريكس، مما يبرز إرادتهم في خلق توازن أمام القوى الاقتصادية التقليدية.
ومع ذلك، أثارت هذه التوسعات ردود فعل متباينة داخل المجتمع الدولي. في حين يحيي بعض المراقبين هذه التنوع المتزايد داخل BRICS ويعتبرون هذه المبادرة مساهمة إيجابية في صعود الجنوب العالمي، وفي حين يعبر الاخرون عن قلقهم بشأن تماسك ووحدة المجموعة.
ومن الممكن أن تؤدي الاختلافات والفوارق السياسية والاقتصادية والثقافية بين هذه الدول العشر إلى توترات وتنافسات، مما يثير التساؤلات حول قدرة البريكس على التصرف بطريقة موحدة وفعالة على الساحة الدولية. ولا تزال هناك أسئلة حول قدرتها على مواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كوفيدء19 وتغير المناخ والإرهاب والتجارة والأمن.
Comments ( 0 )