باسم من تحدث “أحمد الشرعي” ؟
اهتزّ المشهد الإعلامي المغربي على وقع مقال “مفاجئ” للناشر ورجل الأعمال المغربي أحمد الشرعي، المعروف بمواقفه المؤيدة للإحتلال الإسرائيلي، بعد أن نشر مقالا على موقع “جيروزاليم ستراتيجي تريبيون” الإسرائيلي تحت عنوان “كلنا إسرائيليون”.
هذا المقال النوعي للشرعي جاء هذه المرة بإسهاب شديد في “التملق” للأطروحة الإسرائيلية “الصه.يو.نية” الهادفة لمحو كل المعالم الإسلامية بمنطقة الشرق الأوسط.
و يأتي هذا المقال مباشرة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي استهدفت من خلالها فصائل المقاومة الفلسطينية مقرات وخنادق الاحتلال الإسرائيلي على طول غلاف قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة في صبيحة 7 أكتوبر الجاري.
وفي تفاصيل المقال “المقرف”، أعرب الشرعي عن تضامنه ودعمه للعدوان الإسرائيل على المدنيين في غزة، كما وصف حركة حماس الفلسطينية بأنها “جماعة إرهابية”، ووصف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بأنهم “رهائن” أبرياء، وتحدث عن الهجوم الذي شنته حماس على “أمة ديمقراطية” كانت تحتفل في يوم “مقدس”.
وخلف المقال استياء وغضباً واسعاً لدى الرأي العام المغربي المتتبع لأحداث القضية الفلسطينية وتفجر الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي عامة ومنذ بداية عملية “طوفان الأقصى” خاصة. حيث عبّر المغاربة بمختلف شرائحهم على تضامنهم الدائم مع الشعب الفلسطيني في مقاومته لنيل حقوقه المشروعة لبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو نفس الموقف الذي تتبناه على الدوام الدولة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس لجنة القدس.
ويبقى السؤال : إذا كانت المملكة المغربية تتبنى قيادة وشعبا موقفاً مساندًا للشعب الفلسطيني، فمن يقصد الشرعي عندما كتب ” كلنا إسرائيليون” ؟
الأكيد أن المعني بالأمر لا يقصد المغاربة، لأن موقف الأمة المغربية معروف منذ تفجّر الصراع، وقد عبرت عنه الدولة المغربية مراراً وتكراراً في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، بل وعبّر عنه جلالة الملك صراحة في إحدى خطاباته، حينما وضع القضية الفلسطينية في نفس رتبة القضية الوطنية وهي قضية الصحراء المغربية.
لقد أساء الشرعي لموقف الأمة المغربية في أحد قضاياه الوطنية، وأساء للعلاقات المغربية-الفلسطينية بالقدر نفسه الذي أساء فيه للعلاقات المغربية – الإسرائيلية ، هذه الأخيرة التي يعد الإتفاق الثلاثي وبلاغ الديوان الملكي بتاريخ 10 ديسمبر 2020 مرجعاً لها، والذي ينص صراحة على إعادة فتح مكاتب الإتصال بين البلدين ويرهن رفع التمثيلية الدبلوماسية بعودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات مع فلسطين لإيجاد حل نهائي للنزاع يتمثل في منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ننضم إلى الصوت الموحد الذي يطالب كاتب المقال المذكور بسحب الإساءات التي اطلقها بلسان المغاربة وهم منه براء، فالمقال يمثل حالة “شاذة جدا” ليست عادية إطلاقاً، خاصة وان الكاتب يعد إعلامياً يشغل مسؤوليات عديدة منها ؛ مالك مجموعة غلوبال ميديا وهي قابضة مغربية مساهمة في مجموعة من المؤسسات الإعلامية في المغرب من أهمها إذاعة “ميد راديو”، موقع “كيفاش.كوم”. هو أيضا مدير نشر مجموعة من المنابر الإعلامية كجريدة “الأحداث المغربية”، الناطقة بالعربية.
إن موقف الشعب المغربي واضح ويتحدث عن نفسه، وهو التضامن الكامل مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى نيل مطالبه بإقامته دولته المستقلة وهو الموقف الذي ينسجم مع الشرعية الدولية.
Comments ( 0 )