برادة *6 و الأطر
أزمة التعليم في المغرب تتجاوز الجدل السطحي.
كشفت التصريحات الأخيرة للمسؤول الأول عن التربية عن اختلالات هيكلية عميقة، كما أبرزها الوزير السابق شكيب بنموسى في تصريحاته قبل مغادرته الوزارة. فقد سعى بنموسى، بخلفيته الأكاديمية والإدارية، إلى إعادة تعريف أدوار المفتش والمدير قبل مغادرته الوزارة و تفرغه لكتابة درس عن دور المعلمين في بناء عقد اجتماعي جديد، محاولاً منح كل طرف زمام المبادرة في إطار إصلاح شامل يركز على تعزيز التنسيق بينهما؛ بين المجتمع و الدولة،؛ و بينهم قبل كل شيء. لكن الإكراهات الإدارية والتنظيمية تعيق هذا التوازن، مما يؤدي إلى قطيعة واضحة بين المدير والمفتش كما جاء في حديث برادة في لجنة التعليم امام ممثلي الأمة.
بين المدير والأساتذة، وحتى بين الأساتذة أنفسهم الذين غالباً ما يصطفون خلف المدير ضد زملائهم الجديين.
لتتناسل بعدها الهجمات الإعلامية والفيسبوكية المدعومة بنجمة ستة على الوزير، من قبل تيارات ايديولوجية سياسية واقتصادية، تنبع أساساً من كشفه لواقع غير مرئي يعتقد الأطر أنه مخفي: بيئة عمل سمية داخل المدارس، حيث يستغرق الحديث عن الشكاوى والحقد وقتاً أكثر من العمل الجاد. ففي بعض الثانويات، يتحول حارس الأمن إلى مدير فعلي أمام إنبطاح الأطر، بينما يغيب المفتش تماماً – كما في حالة ذلك الأستاذ في العالم القروي الذي لم يره منذ عشرين عاماً!
المراحيض ذات الروائح الكريهة، والبستنة المهملة، والجدران المطلية بالأزرق دون شراكة حقيقية، والستائر يا ساتر… الكل يتحجج بأن دوره ليس له دور، فتبقى المدارس يتيمة في مأدبة اللئام. ومع اقتراب الانتخابات التشريعية، تختلط الأمور في اللجان، حيث تتفتق النظريات التربوية ظاهرياً، لكن الكائنات السياسية تضع املاءات فرقها جانبا لتركب الموجة لتلميع ملفاتها الفارغة من الإنجازات.
تصريحات بنموسى حول الإكراهات التي تعرقل المبادرة – سواء للمدير أو المفتش – لم تكن مجرد انتقاد، بل دعوة لإعادة شحن الهمم ومواجهة السمية اليومية. النقابات، بدورها، تصطف للعب أدوار طلائعية في الحوار الاجتماعي، لكن الواقع يتطلب إصلاحاً جذرياً يبدأ بإعادة بناء الثقة بين الأطر، لا مجرد زيادات أو تعويضات.
هل سينجح الوزير الجديد في استكمال هذا المسار، أم ستظل المدرسة رهينة الخلافات؟
سؤال يبقى ابرز غائب على نقاشات 6* بانتظار ربط المسؤولية بالمحاسبة و تحديد إطار واضح للشراكات الجمعوية.
Comments ( 0 )