بريطانيا تعلن من الرباط عن دعمها لمغربية الصحراء: تطور جديد في العلاقات المغربية البريطانية
في خطوة تاريخية تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والمملكة المتحدة، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، خلال زيارته للرباط يوم 1 يونيو 2025، دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل “واقعي وبراغماتي” لقضية الصحراء. جاء هذا التصريح خلال لقاء مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات تعاون وبيان مشترك يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
هذا و تعود العلاقات بين المغرب وبريطانيا إلى قرون مضت، حيث بدأت رسميًا في سنة 1213 عندما أرسل الملك جون ملك إنجلترا بعثة دبلوماسية إلى السلطان الموحدي محمد الناصر. ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات عبر مراحل تاريخية متعددة. في القرن السادس عشر، وتحديدًا في 1551، قاد القبطان الإنجليزي وايندهام رحلة إلى المغرب، وتوالت الاتصالات الدبلوماسية منذ عهد الملكة إليزابيث الأولى في 1588، حيث أرسل المغرب 45 سفيرًا إلى بريطانيا حتى عام 2009.
من الأحداث البارزة، زيارة الملكة إليزابيث الثانية وزوجها فيليب دوق إدنبرة للمغرب في 1980، والتي استمرت أربعة أيام، شملت مدن الرباط، الدار البيضاء، ومراكش. كما زار الأمير هاري وزوجته المغرب في 2019. وفي يوليو 2020، عين الملك محمد السادس السفير حكيم حجوي سفيرًا للمغرب لدى المملكة المتحدة، مما عزز الروابط الدبلوماسية.
و يُعتبر إعلان بريطانيا من الرباط دعمًا لمغربية الصحراء خطوة هامة، حيث أكدت لندن أن مبادرة الحكم الذاتي تمثل الأساس الأكثر مصداقية لحل النزاع. هذا الموقف يعكس تطورًا إيجابيًا في العلاقات الثنائية، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث سعت إلى تعزيز شراكاتها الاقتصادية والأمنية مع المغرب. وقد تم التعبير عن هذا التقارب من خلال توقيع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد، الأمن، التعليم، والبحث العلمي.
الصورة الأكبر
إعلان بريطانيا دعمها لمغربية الصحراء من الرباط يمثل محطة جديدة في مسار العلاقات المغربية البريطانية، التي تمتد لأكثر من 800 عام. هذا التطور يعزز مكانة المغرب كشريك استراتيجي، ويؤكد التزامهما المشترك بتعزيز السلام، الأمن، والتنمية. ومع استمرار التعاون في مجالات متعددة، يبقى الأمل في تعزيز هذه الشراكة لتحقيق مصالح الطرفين.
Comments ( 0 )