تستعد هذه الدولة باتخاذ قرار بشأن ترشيحها لمجموعة البريكس (BRICS)
ومع استمرار مجموعة البريكس في استراتيجية التوسع، تعود مسألة عضوية سوريا إلى السطح في مناخ سياسي يتسم بالتحول الذي تمر به البلاد. ولا تزال الطلبات المقدم في ظل نظام بشار الأسد معلقا حتى اليوم، حيث لم تُوضّح السلطات السورية الجديدة، التي جاءت بعد فترة من عدم الاستقرار الشديد، موقفها بشأن هذا الموضوع بعد.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي “وشيربا البريكس” “الممثل الشخصي لمجموعة البريكس”، سيرغي ريابكوف، مؤخرًا أن ترشح سوريا ليس مستبعداً. ومع ذلك، أكد أن المجموعة تنتظر مقاربة رسمية وموقفا واضحا من القادة السوريين الجدد قبل القيام والشروع بأي دراسة معمقة للأمر. وبحسب الدبلوماسي، فإن مجموعة البريكس يدرسون بجدية جميع الطلبات دون استثناء، ولكن مع الاحترام الكامل لسيادة الدول المعنية.
وتسعى سوريا، التي تعمل على استقرار مستقبلها السياسي والاقتصادي بعد سنوات من الصراع، إلى إيجاد فرصة استراتيجية في تجمع البريكس. من خلال الانضمام إلى البريكس، تأمل سوريا في الحصول على دعم لإعادة بناء اقتصادها، بالإضافة إلى الانخراط في شبكة من الشركاء المؤثرين مثل الصين وروسيا، الحليفين التقليديين لها. ومع ذلك، لتحقيق هذا الطموح، لا تزال هناك عدة تحديات يجب تجاوزها. يتعين على السلطات السورية الجديدة أن تثبت قدرتها على ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد، وهو شرط أساسي للانضمام إلى مجموعة استراتيجية بهذا الحجم. كما أن وضوح وتماسك موقفها الدبلوماسي بشأن هذه الترشح سيكونان ضروريين لإعادة تنشيط العملية التي بدأها النظام السابق.
إن نهج البريكس تجاه الترشيح السوري هو جزء من رغبتهم في الانفتاح التدريجي على الأعضاء الجدد. وفي سياق جيوسياسي يشهد على تحولات متسارعة، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز نفوذ المجموعة الاقتصادي والدبلوماسي على الساحة العالمية. بالنسبة لسوريا، التي تمر بمرحلة إعادة الإعمار، فإن الانضمام إلى البريكس سيمثل مكسبًا كبيرًا. ومع ذلك، فإن الحذر الذي تبديه المنظمة يعكس متطلباتها من الدول المرشحة، حيث يتم فحص استقرارها المؤسسي وقدرتها على التوافق مع طموحات المجموعة بدقة. فالبريكس، رغم انفتاحها، تفضل نهجًا مدروسًا يحترم الخيارات السيادية للدول.
وبالتالي، فإن الحالة السورية تثير تساؤلات حول مستقبل ترشيحها، الذي أصبح الآن في أيدي السلطات الجديدة.وتظل المنظمة تتابع باهتمام ولكن دون ضغوط، كما أشار سيرغي ريابكوف. وستكون الخطوة القادمة بيد القادة السوريين، الذين سيقررون ما إذا كانوا يريدون مواصلة عملية الانضمام التي بدأها أسلافهم. وفي ظل إعادة رسم التحالفات الدولية، سيكون الانضمام إلى البريكس فرصة مهمة لسوريا لإعادة إطلاق اقتصادها وترسيخ مكانتها على الساحة الدبلوماسية العالمية.
وستكون الأشهر المقبلة حاسمة لمعرفة ما إذا كانت سوريا ستؤكد اهتمامها بهذه الشراكة الاستراتيجية.
Comments ( 0 )