تعاون إعلامي بين المغرب وقطر: خطوة نحو التطوير أم دعوة للحذر؟

تعاون إعلامي بين المغرب وقطر: خطوة نحو التطوير أم دعوة للحذر؟

 

 

 

خلال فعاليات معرض الكتاب بالرباط، التقى السيد صادق محمد العماري، مدير عام المركز القطري للصحافة، بالسيد عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال الصحافة والإعلام وتبادل الخبرات. هذا اللقاء، الذي يعكس العلاقات الوثيقة بين المغرب وقطر، يفتح آفاقًا لتطوير القطاع الإعلامي، لكنه يثير تساؤلات حول طبيعة هذا التعاون وتداعياته.

 

اللقاء يأتي في سياق إقليمي دقيق، حيث تسعى قطر إلى تعزيز نفوذها الإعلامي، بينما يحافظ المغرب على توازنه الدبلوماسي. يمكن أن يشكل هذا التعاون فرصة لتطوير التكوين المهني ومواجهة تحديات الصحافة المغربية، مثل الأزمات المالية والتحول الرقمي. لكن، كما أشارت منشورات و مقالات زملاء المهنة على منصات التواصل و بعض المنابر، هناك حاجة لليقظة لضمان عدم تأثير أي أجندات خارجية على استقلالية الإعلام الذي يعيش تحولا بهذه الفترة الانتقالية للصحافة المغربية.

 

اختيار معرض الكتاب كإطار لهذا اللقاء يبرز البعد الثقافي للتعاون، مما يعزز صورة قطر كشريك داعم للتنمية الإعلامية. ومع ذلك، تظل الشفافية في تفاصيل التعاون ضرورية للحفاظ على مصداقية النقابة كمؤسسة وطنية راكمت في تاريخها عديد المواقف التي اكتسبتها استقلاليتها و صفتها النضالية.

 

و كصحفيين نركز في خطنا التحريري على الحلول، يمكننا القول ان هذه الفرصة مناسبة لاقتراح مبادرات بناءة، مثل برامج تدريب مشتركة أو حوارات مهنية تضمن الاستقلالية. اللقاء خطوة واعدة، لكن نجاحها يعتمد على الحفاظ على قيم الصحافة المغربية كخادمة للمصلحة العامة فوق أي اعتبارات ضيقة أخرى قد لا خدم هدفنا الأسمى الذي نريد له أن يكون ركيزة من ركائز ديمقراطيتنا المغربية.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .